مع اشتداد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تجدد الحديث عن سيناريوهات التهجير القسري للفلسطينيين، خصوصًا باتجاه سيناء، غير أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلنت موقفًا واضحًا لا لبس فيه: "لا تهجير للفلسطينيين، ولا مساس بالأمن القومي المصري".
لم يكن ذلك مجرد تصريح، بل تحوّل إلى سياسة ثابتة ومواقف فعلية في الداخل والخارج، ترسخ دور القاهرة كحائط صد أمام مخططات تفريغ غزة من سكانها.
موقف مصر من التهجير ليس فقط مبدأً إنسانيًا أو التزامًا تاريخيًا، بل هو أيضًا قضية أمن قومي واستقرار إقليمي، فمنذ اندلاع الأزمة، كانت القاهرة صريحة في رفضها لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر الإزاحة الجغرافية، ورسالتها كانت واضحة: "الحدود المصرية ليست ممرًا للتهجير، بل جدارًا للدفاع عن الحق الفلسطيني".
أولًا: الموقف السياسي المصري الحاسم
- الرئيس السيسي أكد في أكثر من مناسبة أن القضية الفلسطينية خط أحمر، وأن مصر ترفض تمامًا أي سيناريو تهجير للفلسطينيين إلى سيناء أو غيرها.
- الخارجية المصرية عبّرت في بيانات متتالية عن رفضها لأي حلول مؤقتة أو إنسانية مزعومة تؤدي إلى تغيير ديموغرافي في القطاع.
- مصر شددت على ضرورة وقف الحرب فورًا، وفتح مسار سياسي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ثانيًا: التحركات الإقليمية والدولية
- مارست مصر ضغوطًا قوية في المحافل الدولية لمنع تمرير أي خطط ترحيل جماعي تحت غطاء الإغاثة.
- عقدت القاهرة اجتماعات أمنية ودبلوماسية مكثفة مع شركاء دوليين وأطراف فلسطينية، لضمان وحدة الموقف ضد التهجير.
- أبلغت مصر القوى الكبرى بأن أي محاولة لفرض التهجير ستكون خطًا أحمر يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
ثالثًا: الإجراءات الميدانية والحدودية
- مصر أبقت معبر رفح مفتوحًا للمساعدات الإنسانية فقط، ورفضت استقبال موجات نزوح جماعي.
- تم تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود، مع الحفاظ على الوضع الإنساني للفلسطينيين داخل غزة.
- تعزيز المساعدات الإغاثية داخل القطاع كبديل عن فكرة الإجلاء، في إطار رؤية "الدعم من الداخل لا التهجير".
رابعًا: الدعم الإنساني دون التورط في التهجير
- أرسلت مصر قوافل طبية وغذائية ضخمة إلى غزة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والجهات الفلسطينية.
- إنشاء مستشفى ميداني مصري داخل القطاع لتقديم العلاج، دون إخراج الجرحى إلا للحالات الحرجة.
- مبادرة مصرية مستمرة لإعادة إعمار غزة وتثبيت الأوضاع، دعمًا لبقاء الفلسطينيين على أرضهم.