أخبار عاجلة

هل يصبح البنك المركزي الأوروبي آخر ملاذ لاستقلالية البنوك المركزية؟

هل يصبح البنك المركزي الأوروبي آخر ملاذ لاستقلالية البنوك المركزية؟
هل يصبح البنك المركزي الأوروبي آخر ملاذ لاستقلالية البنوك المركزية؟

03:14 م - الأربعاء 10 سبتمبر 2025

 

الزراعي سبتمبر

تشهد البنوك المركزية الكبرى حول العالم ضغوطًا متزايدة تهدد استقلاليتها، في ظل ارتفاع مستويات الدين العام وتنامي رغبة الحكومات في توجيه السياسات النقدية لخدمة أهداف مالية قصيرة الأجل. ومع تصاعد هذه التحديات في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا، يبرز البنك المركزي الأوروبي باعتباره المؤسسة الأكثر تحصينًا ضد التدخلات السياسية المباشرة، بفضل طبيعته متعددة الجنسيات وإطاره القانوني الصارم.

في الولايات المتحدة، تسعى الإدارة الأمريكية إلى إعادة تشكيل دور وهيكل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما يعكس الحاجة المتزايدة لخفض تكاليف خدمة الدين العام الضخم. غير أن هذا التوجه يثير قلق الأسواق بشأن قدرة الفيدرالي على موازنة استقرار الأسعار مع الاستجابة للضغوط السياسية. وفي اليابان، تزداد احتمالات تداخل السياسة النقدية مع الأجندة المالية الحكومية، خصوصًا مع اتجاه بعض القيادات السياسية إلى الحد من رفع الفائدة والتأكيد على التنسيق المباشر مع الحكومة. أما في بريطانيا، وعلى الرغم من استقلال بنك إنجلترا منذ أقل من ثلاثة عقود، فإن الضغوط المالية وتصاعد مستويات الدين تجعل استقلاليته عرضة للتحدي.

على النقيض من ذلك، تبدو صورة البنك المركزي الأوروبي مختلفة. فرغم الانتقادات التي وجهت سابقًا لتعقيد هيكله وبيروقراطيته، فإن هذه الطبيعة المتعددة الجنسيات توفر له حماية من محاولات السيطرة السياسية. فسلطته على السياسة النقدية مستمدة من معاهدات أوروبية يصعب تعديلها، وليست مجرد قوانين محلية قابلة للتغيير. كما أن قدرته على التدخل في أزمات منطقة اليورو، من خلال شراء السندات ودعم استقرار العملة الموحدة، أثبتت مرونته في مواجهة التحديات من دون أن يفقد طابعه الاستقلالي.

لكن هذه الاستقلالية ليست خالية من التحديات. فاستمرار تمسك البنك المركزي الأوروبي بنهجه قد يضعه في موقف صعب إذا تبنت اقتصادات كبرى أخرى سياسات أكثر تيسيرًا تعزز النمو قصير الأجل على حساب الاستقرار طويل الأمد. ورغم أن الأسواق تمنح البنك مصداقية عالية، فإن قوة اليورو الأخيرة وارتفاعه الملحوظ قد يضر بالصادرات ويبطئ النمو، وهو ما قد يثير جدلاً داخليًا حول جدوى التشدد في الحفاظ على الاستقلالية المطلقة.

في النهاية، يظل السؤال مفتوحًا: هل يمثل تمسك البنك المركزي الأوروبي باستقلاليته ميدالية شرف تعزز مصداقية السياسات النقدية على المدى الطويل، أم أنه قد يتحول إلى عبء إذا انعزل عن التوجهات العالمية الأكثر مرونة؟

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الدولار يستقر وسط ترقب لبيانات التضخم الأمريكية الحاسمة
التالى الذهب يواصل مكاسبه القياسية في مصر منذ بداية 2025 وعيار 21 عند 4910 جنيهات