ينتظر عشاق السينما عرض فيلم "The Voice of Hind Rajab" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي يحظى بدعم بارز من نخبة من النجوم مثل براد بيت وهوكين فينيكس كمنتجين تنفيذيين. سيُعرض الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي يوم 3 سبتمبر/أيلول، قبل أن ينتقل إلى مهرجان تورونتو السينمائي.
يحظى الفيلم بإشادة واسعة من كبار صناع السينما، من بينهم المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، والممثلة روني مارا، والمخرج البريطاني جوناثان غليزر، بالإضافة إلى شركاء براد بيت في شركة "بلان بي" ديدي غاردن وجيريمي كلاينر، مما يعزز مكانته على الساحة السينمائية الدولية.
يروي الفيلم قصة مأساوية حقيقية كانت قد هزت العالم في يناير 2024، عندما تعرضت الطفلة الفلسطينية الهند رجب، ذات الست سنوات، للقصف الإسرائيلي أثناء محاولتها النجاة مع عائلتها في حي تل الهوى بغزة. استهدفت السيارة التي تقل العائلة بإطلاق نار كثيف أدى إلى مقتل جميع الركاب باستثناء هند، التي وجدت نفسها وحيدة وسط الركام وجثث ذويها.
بشجاعة قل نظيرها في مثل عمرها، اتصلت هند بفريق الهلال الأحمر الفلسطيني، وظلت على الخط لأكثر من ساعة، تستنجد طلبًا للمساعدة. رغم الجهود والتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، قُتل المسعفان يوسف زينو وأحمد المدهون أثناء محاولة إنقاذها، وانقطع الاتصال بها. وبعد إثني عشر يومًا، عُثر على السيارة محطمة ومليئة بآلاف الطلقات، وبداخلها جثث هند وعائلتها وطاقم الإسعاف. التحقيقات المستقلة أكدت أن دبابة إسرائيلية أطلقت النار من مسافة قريبة.
أصبحت قصة هند رمزًا لمعاناة الأطفال الفلسطينيين في الحرب، وأدت إلى تأسيس "مؤسسة هند رجب" الحقوقية في بروكسل، التي تسعى لمقاضاة المسؤولين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
يتميز الفيلم ببنائه الدرامي الذي يعتمد على التسجيل الصوتي الأصلي لمكالمة هند مع الهلال الأحمر، مع التركيز الكامل على الصوت دون مشاهد مباشرة للعنف، حيث تتداخل أنفاس الطفلة وصوت المسعفين مع لحظات الصمت التي تعبر عن انتظار مأساوي. تعكس الإضاءة الداكنة والزوايا الضيقة شعور الانغلاق والعزلة، فيما يستخدم المونتاج إيقاعًا بطيئًا يحاكي انتظار هند، ليترك للمشاهد مهمة تخيل المشهد المؤلم خارج الإطار، مما يعمق التأثير العاطفي.
ووصفت المخرجة كوثر بن هنية الفيلم بمحاولة لتثبيت الذاكرة السينمائية وحماية ما قد يُمحى من الذاكرة الجماعية، مؤكدة قوة السينما في مقاومة سيل الأخبار المتسارع.
بعد نجاحات سابقة في الأوسكار بأفلامها "Four Daughters" و"The Man Who Sold His Skin"، تقدم بن هنية في هذا العمل تجربة فنية وإنسانية استثنائية، وسط توقعات بأن يحظى الفيلم بتفاعل واسع في مهرجان فينيسيا، الذي سينعقد وسط ظروف الحرب في غزة وتزامن تظاهرات داعمة لفلسطين.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك