أكد صلاح جمعة، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة لم توقف الضربة الإسرائيلية على قطر بالرغم من معرفتها بها بشكل مسبق.
وقال جمعة في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "الموقف الأمريكي أصبح معقدًا، خاصة أن قطر دولة صديقة للولايات المتحدة الأمريكية وتستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبرى، ويفترض أن تستعين بالولايات المتحدة للدفاع عنها".
وأضاف: "الرئيس ترامب قال إنه ربما كان على علم بالضربة وأبلغ قطر قبلها بعشر دقائق، لكن السؤال إذا كان على علم، فلماذا لم يطلب من إسرائيل وقف الهجوم إذا كانت لديه نية حقيقية لوقف الضربة؟".
وتابع: "الولايات المتحدة شريك كامل فيما حدث، فقد عطلت البطاريات الموجودة في قطر قبل ساعة من الضربة، وأطفأت الكهرباء، وشاركت بطائرات تجسس فوق قطر لمدة ساعة، وهذا ما أكدته الصحف الأمريكية والإسرائيلية".
وأوضح: "هذا الموقف الأمريكي يفاقم الشكوك الخليجية حول طبيعة الشراكة الأمنية مع واشنطن، ويطرح تساؤلًا خطيرًا إذا كانت الولايات المتحدة سمحت باستهداف دولة حليفة تستضيف أكبر قاعدة عسكرية لها، فإلى أي مدى يمكن الوثوق بالتزاماتها الأمنية تجاه بقية دول الخليج؟ ردود الفعل الإقليمية والدولية جاءت غاضبة، واعتبرت ما حدث انتهاكًا لسيادة دولة عربية حليفة".
وأكمل: "تصريحات ترامب الأخيرة التي قال فيها إنه لا يتفاجأ بشيء في الشرق الأوسط تكشف أنه كان يعلم مسبقًا بما سيحدث، وما قام به من اتصالات مع القطريين كان فقط لتهدئة الموقف هذا التطور يضع واشنطن في موقف محرج أمام حلفائها الخليجيين، ويثير تساؤلات جدية حول جدوى الشراكات الأمنية مع أمريكا إذا كانت غير قادرة أو غير راغبة في منع إسرائيل من استهداف دولة تستضيف قواتها".
وذكر: "النتيجة المتوقعة هي تآكل الثقة الخليجية بالدور الأمريكي، ما يفتح المجال أكثر أمام الصين وروسيا للدخول على خط التحالفات، وقد يدفع قطر ودولًا خليجية أخرى إلى إعادة تقييم علاقاتها مع واشنطن والبحث عن مظلة أمنية بديلة أو مكملة".
