عبر عماد بن جامع، مندوب الجزائر في مجلس الأمن الدولي عن إدانة بلاده للهجوم الإسرائيلي على قطر واصفا إياه بالعدوان الجبان.
وقال بن جامع في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي: "نجتمع اليوم مجددًا على وقع فعل خطير وغير قانوني ارتكبته السلطات الإسرائيلية، يضاف إلى انتهاكاتها المنهجية للقانون الدولي إن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون، وكأن القانون لم يُسنّ، وكأن الحدود لا وجود لها، وكأن السيادة مفهوم يمكن الاستغناء عنه. تتصرف وكأن ميثاق الأمم المتحدة نصّ واهٍ لا قيمة له".
وأضاف: "في هذه الأثناء، تستمر المأساة في غزة، حيث تُزهق أرواح الآلاف من الأبرياء، والعالم بأسره يشاهد ما يحدث ويشعر بالعجز صور الدمار واليأس الإنساني مروّعة، ومع ذلك يبدو أن هذه المأساة لم تكفِ السلطات الإسرائيلية، فخلال أيام قليلة شنت إسرائيل ضربات على سوريا ولبنان واليمن، والآن استهدفت دولة قطر، الوسيط المرموق الذي يعمل بلا كلل من أجل إحلال السلام".
وتابع: "هذه ليست قوة، بل أفعال طائشة تمثل ذروة الجنون من حكومة متطرفة تعتقد أنها تستطيع الإفلات من العقاب، حكومة تجرّ المنطقة والعالم بأسره نحو الهاوية".
وواصل: "تندد الجزائر بأشد العبارات بالعدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، ونعبر عن تضامننا الكامل مع دولة قطر الشقيقة وشعبها إن هذا الهجوم يتجاوز كونه انتهاكًا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، فهو إهانة للدبلوماسية، إذ استهدف وسيطًا يستحق الثناء على جهوده لإنهاء إراقة الدماء في غزة".
وأكمل: "ما جرى يثبت بشكل قاطع أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي لا تسعى إلى التوصل إلى السلام، ولا إلى إطلاق سراح الرهائن، ولا إلى إنهاء الأعمال العدائية، بل تسعى إلى إدامة الحرب".
وذكر: "لا تزال إسرائيل تراهن على القوة والوحشية، وتعتقد أن القمع يجلب الأمن. لكن التاريخ علّمنا أن طريق الهيمنة لا يؤدي إلى السلام ولا إلى الاستقرار، وأن العنف يولّد العنف، والإفلات من العقاب يولّد الحروب".
واختتم: "إن صمت المجتمع الدولي، وصمت هذا المجلس تحديدًا، يذكي الفوضى فهذا المجلس عاجز عن التحرك، غير قادر حتى على تسمية المعتدي أو توصيف العدوان بما يمثله من انتهاك صارخ للقانون الدولي".