أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن إنشاء المصانع في مصر لم يكن ليتحقق لولا أن الدولة ركزت خلال السنوات الماضية على تطوير البنية الأساسية.
وقال مدبولي في كلمته خلال مؤتمر إطلاق "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية": "لم يكن هناك أي مستثمر أجنبي سيأتي إلى هذه الدولة ليضع استثماراته أو ينشئ مصانع أو يضخ أمواله في الموانئ والمنشآت الضخمة والخدمية والسياحية والفنادق من دون وجود بنية أساسية فكيف يمكن أن يتحقق ذلك من دون طرق، ومن دون طاقة، ومن دون مياه وغاز وصرف صحي؟ كل ذلك هو الذي أهل مصر اليوم لتكون أمام فرصة كبيرة جدًا لتحقيق طفرة في عملية التنمية والنمو".
وأضاف: "سأضرب مثلًا بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فالقرار الخاص بإنشائها يعود إلى عقود مضت، ولكن الطفرة الكبيرة التي حدثت مؤخرًا جاءت نتيجة أن الدولة خلال الست أو السبع سنوات الماضية استثمرت استثمارًا هائلًا وركزت على توفير كل البنية الأساسية هناك".
وتابع: "هذا هو ما جعل اليوم هناك تزاحمًا من المستثمرين الأجانب على هذه المنطقة، بعدما ضاعفنا حجم الأرصفة والموانئ وربطنا هذه المناطق بشبكات طرق متطورة وببنية تحتية متكاملة وسكك حديدية وهذا ما أدى إلى وجود حجم استثمارات كبير وتسارع في عملية التنمية".
وأوضح: "إننا في هذه السردية نؤكد أن مصر أصبحت اليوم، بفضل البنية الأساسية التي نجحت في تنفيذها على مدار السنوات الماضية، قادرة على أن تبدأ في التركيز ووضع أولوياتها في الفترة المقبلة على القطاعات القابلة للتداول، وهي القطاعات التي تخلق القيمة المضافة بشكل أكبر".
وأكمل: "هذه هي حلقات النمو الاقتصادي التي مرت بها كل الدول في تجاربها العالمية فإذا كنا نتحدث اليوم عن دول عظمى ونقول إن مصر ستسير في الطريق ذاته، فإن هذه الدول بدأت بنفس المنهج التركيز أولًا على البنية الأساسية، ثم البدء في الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية داخل الدولة، ثم الانتقال إلى القطاعات القابلة للتداول مثل الصناعة والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يلي ذلك مرحلة الابتكار، والدخول في مستوى أكثر تقدمًا من الصناعات شديدة التعقيد وشديدة النمو".
واختتم: "نحن في مصر، إن شاء الله، نسير على هذه الخطوة، ومن هنا جاءت هذه السردية التي تحاول أن تجمع كل الجهود التي تنفذها الدولة في الفترة السابقة والحالية، والرؤية للخمس سنوات المقبلة".