بعد ما يقارب عامين من الحرب على غزة، يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي أزمة متزايدة في استدعاء ما يصل إلى 60 ألفًا من جنود الاحتياط، وسط مؤشرات على تراجع الاستجابة وازدياد حالات الانسحاب من الخدمة.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إنها أجرت مقابلات مع أكثر من 30 ضابطًا وجنديًا احتياطيًا أكدوا وصولهم إلى "مرحلة الانهيار"، مشيرين إلى أن "القضاء على حماس أمر غير ممكن بسبب اعتمادها تكتيكات حرب العصابات".
رفض متزايد وغياب الثقة في القيادة
وبحسب التقرير، فإن كثيرًا من جنود الاحتياط يرفضون العودة إلى الخدمة، لأسباب تتراوح بين الضغوط الأسرية، وغياب الثقة في القيادة السياسية، بالإضافة إلى "السلوك غير الأخلاقي ضد الفلسطينيين".
وأوضح بعض الجنود أنهم باتوا مقتنعين بأن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل بقائه السياسي"، فيما وقع آلاف المحاربين القدامى عرائض تطالب بوقف القتال وإعادة المحتجزين.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض القادة لجؤوا إلى طرق غير معتادة لتعويض النقص، من بينها الإعلان عبر مجموعات "واتساب" الجامعية للبحث عن مقاتلين، خصوصًا المسعفين والقناصة، لعمليات قتالية تستمر أسابيع طويلة.
كما اعتمد الجيش نموذجًا أكثر مرونة للخدمة، يسمح للجنود بالعمل أسبوعًا واحدًا مقابل أسبوع راحة، مع تمديد مدة الخدمة الفعلية إلى 90 يومًا قابلة للتجديد.
من جانب آخر، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن باحثين إسرائيليين أن عددًا متزايدًا من الجنود يعانون من صدمات نفسية حادة نتيجة حرب غزة، ما دفع بعضهم إلى إنهاء حياتهم بعيدًا عن ساحة المعركة، في تطور يعكس أزمة أعمق داخل المؤسسة العسكرية.
وخلص التقرير إلى أن الدافع الأساسي وراء استمرار بعض الجنود في الخدمة لم يعد الإيمان بالمهمة العسكرية، وإنما التضامن مع رفاقهم، وسط تحذيرات من اقتراب الجيش الإسرائيلي من "الخط الأحمر" في قدرته على الحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة.