أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الضغط الشعبي على الحكومات الأوروبية سوف يؤدي إلى تغيير مواقفها تجاه إسرائيل حال استمر بشكل فعال.
وقال البرغوثي في مداخلة مع قناة "الجزيرة مباشر": "غزة الصغيرة المكلومة، المستباحة بهذا الشكل الوحشي من قبل الاحتلال، تقتحم كل بيت في أوروبا بل وتقتحم كل بيت في العالم وما جرى في هولندا مؤشر واضح، فقد كانت الحكومة هناك محافظة وليست يسارية، والحزب الذي يقوده وزير الخارجية حزب وسط، ومع ذلك لم يستطع أن يحتمل كل هذه الوحشية الجارية في غزة من إبادة جماعية وتجويع وعمليات تطهير عرقي، إضافة إلى ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية".
وأضاف: "لم يستقل وزير الخارجية وحده، بل استقال تسعة وزراء من الحكومة، من بينهم وزير الصحة ووزير الداخلية، وسبعة آخرون من زملائهم وبالتالي فإن الحكومة في هولندا انهارت بسبب غزة. الحكومة الحالية لا تملك في البرلمان الهولندي سوى 34 مقعدًا فقط، وهذا لا يؤهلها للحكم، وبذلك انتهت الحكومة بسبب ما يجري في غزة، وبسبب امتناع رئيس وزراء هولندا عن الاستجابة لمطالب وزير الخارجية بفرض عقوبات جدية على إسرائيل".
وتابع: "العقوبات التي كانت مفروضة في السابق كانت شكلية فقط على وزيرين، هما سموتريتش وبن غفير الفاشيان المعروفان أما ما كان يطالب به وزير الخارجية فهو إجراءات عقابية أكبر وأوسع وبرأيي هذه بداية الغيث، وبداية طوفان التضامن الذي يتسع اليوم عبر العالم نتيجة حجم الجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل".
وأوضح: "نحن قلنا في لقاءات عديدة مع مسؤولين من مختلف الدول الأوروبية وغيرها إننا لا يكفينا أن تتحدثوا عن الاعتراف، ولا يكفينا أن تصدروا بيانات إدانة واستنكار، فهذا لا يعني شيئًا لإسرائيل. يجب أن تنتقل أوروبا الآن، وكل دول العالم، إلى فرض عقوبات حقيقية على إسرائيل، بدءًا بمنع تصدير السلاح لها وقطع كل أشكال العلاقات العسكرية معها، مرورًا بفرض العقوبات الاقتصادية وإلغاء اتفاقية الشراكة التجارية الأوروبية الإسرائيلية بشكل كامل وعلى فكرة، هذا ما كان يطالب به وزير الخارجية الهولندي ما يجري بداية تحول كبير، وإسرائيل فعلًا تغوص الآن في قاع حالة منبوذة بشكل كامل على مستوى العالم".
وواصل: "حتى لو أعلنت أوروبا كلها الآن مقاطعة شاملة لإسرائيل وفرضت عليها عقوبات، ستكون متأخرة بالتأكيد. ولكن أحيانًا أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي أبدًا وما نشهده الآن ليس غريبًا، فهكذا جرى بالضبط في حالة جنوب إفريقيا".
واختتم: "الحكومات هناك تمنعت، لأنها تعمل وفق مصالحها فقط ولكن عندما تعاظم الضغط الشعبي على البرلمانات، وبدأت البرلمانات تضغط على الحكومات، تحوّل الموقف تجاه جنوب إفريقيا، وأُسقط نظام الأبارتهايد والتمييز العنصري برأيي نفس العملية تحدث الآن بالنسبة لفلسطين".