أكد الدكتور منير البرش، مدير وزارة الصحة في قطاع غزة أن الكوادر الطبية ترفض بشكل قاطع إخلاء المستشفيات.
وقال البرش في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "الكوادر الطبية لا يمكن أن تخلي المستشفيات بإرادتها لقد واجهنا ذلك مرارًا بدءًا من مستشفى الشفاء والإندونيسي وكمال عدوان وغيرها".
وأضاف: "أذكر نماذج مضيئة مثل الدكتور حسام أبو صفية والدكتور محمد أبو سلمية وغيرهما، الذين أصروا بعناد على عدم ترك المستشفيات معظم كوادرنا الطبية ترفض الخروج، لكن الاحتلال يمارس سياسة الإرهاب لإجبارهم على الخروج".
وتابع: "الاحتلال يبدأ بالاتصالات لتهديد الأطباء وأسرهم، ثم يطوق المستشفى ويخيف الجميع بالطائرات المسيّرة، وقد يصل إلى اقتحام المستشفيات وارتكاب المجازر فيها ما زالت ذاكرتنا مليئة بالماسي، مثلما فعل الاحتلال في مستشفى الشفاء حيث حفر الأرض ودفن الناس فيها، وقتل أطباء ورؤساء أقسام بأبشع الطرق، أو كما فعل في كمال عدوان عندما جرف جثث الشهداء والمصابين بجرافة وأهال عليهم التراب في حفرة كبيرة، وظللنا نكتشف رفاتهم لأشهر طويلة".
وواصل: "قرار وزارة الصحة الفلسطينية وقرار كوادرها واضح لا خروج من المستشفيات، لا خروج إلا لرب السماء سنبقى مع مرضانا وجرحانا وأطفالنا، لأن هذا هو الأمل الوحيد ثم إلى أين نخرج؟ هل توجد أصلًا مناطق آمنة؟ هل الخروج هو الحل الأمثل لمليون ومئتي ألف إنسان يعيشون في بقعة لا تتجاوز 60 كيلومترًا مربعًا؟ النزوح الجماعي تحت القصف يعني موت الآلاف في الشوارع، ولن يجدوا ملاذًا سوى المستشفيات، ولهذا يريد الاحتلال إخراجها في أولى خطواته".
وأوضح: "الحقيقة أن موقف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية اليوم أفضل من ذي قبل فقد تعلمت من أخطائها السابقة، حيث كانت تغادر غزة بمجرد طلب الاحتلال، أما الآن فأبلغونا أنهم لن يغادروا غزة، وهذا قرار مصيري يحترم ويشجع الجميع".
وذكر: "الاحتلال يمنع دخول الصحافة الأجنبية منذ بداية الحرب، ومؤخرًا بدأ يمنع دخول الوفود الطبية الأجنبية أيضًا، وهو ما لم يحدث من قبل بذلك يريد أن يرتكب جرائمه في صمت ومن دون شهود".
واختتم: "إذا خرجت المستشفيات لن نستطيع توثيق الجرائم ولا استقبال الجثث والجرحى، كما حدث فعلًا في شمال غزة عندما قُصف منزل واحد فقُتل فيه 160 شخصًا دفعة واحدة، ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول، وبقيت الجثث تحت الركام. هذا ما يريده الاحتلال قتل الشهود".
