أخبار عاجلة
عودة أحمد فتوح لتدريبات الزمالك الجماعية -
محمد السيد ينتظم في تدريبات الزمالك -

الطائرات المسيّرة.. تهديد متصاعد لأمن ليتوانيا

الطائرات المسيّرة.. تهديد متصاعد لأمن ليتوانيا
الطائرات المسيّرة.. تهديد متصاعد لأمن ليتوانيا

تواجه ليتوانيا، كغيرها من دول البلطيق، تهديدًا أمنيًا متزايدًا يفرض نفسه على أمنها الجوي، وذلك نتيجة للحوادث المتكررة لاختراق طائرات مسيرة روسية لمجالها الجوي. 

هذه الاختراقات ليست مجرد حوادث عابرة، بل هي مؤشرات على تكتيكات جديدة وغير تقليدية تستخدمها روسيا لاختبار أنظمة الدفاع الأطلسية وتهديد استقرار المنطقة. 

أحد أبرز هذه الحوادث كان سقوط طائرة مسيرة من نوع "جيربيرا" في وسط ليتوانيا، وهي تحمل شحنة من المتفجرات تزن كيلوغرامين. هذه الطائرة، التي يُعتقد أنها انطلقت من بيلاروسيا، تمكنت من التحليق لأكثر من 100 كيلومتر داخل الأراضي الليتوانية قبل أن تسقط. 

هذا الاختراق العميق يكشف عن نقاط ضعف في الشبكة الدفاعية الحالية، ويثير قلقًا بالغًا لدى المسؤولين والخبراء العسكريين، وفقًا لمجلة بوليتيكو الأمريكية.

وتشكل هذه الطائرات المسيرة تحديًا فريدًا لأنظمة الدفاع الجوي التقليدية، التي صُممت في الغالب للتعامل مع الطائرات المقاتلة والصواريخ الكبيرة. فطائرات "جيربيرا" و"شاهد" قادرة على التحليق على ارتفاعات منخفضة جدًا، مما يسمح لها بالمرور دون أن يتم رصدها من قبل شبكات الرادار التقليدية. 

كما أن تصميمها البسيط والمواد المستخدمة في بنائها تجعلها أقل وضوحًا على شاشات الرادار. هذا التحدي التكنولوجي يتطلب حلولًا مبتكرة تتجاوز ما هو متاح حاليًا.

الناتو بين بطء الإجراءات والحاجة إلى حلول سريعة
 في مواجهة هذا الخطر، قدمت ليتوانيا طلبًا رسميًا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لنشر أنظمة إضافية مضادة للطائرات المسيرة على أراضيها. وفي حين وافق الناتو على النظر في هذا الطلب، فإن الخبراء يُظهرون شكوكًا كبيرة حول قدرة الحلف على الاستجابة بالسرعة المطلوبة. 

يُعزى هذا الشك إلى أن الأنظمة العسكرية للناتو، التي تم تطوير معظمها قبل 20 أو 30 عامًا، تحتاج إلى عمليات تحديث بطيئة وبيروقراطية. 

وبالتالي، فإن وصول حلول مبتكرة عبر قنوات الناتو قد يستغرق وقتًا طويلًا، مما يترك الدول الأعضاء على الجبهة الأمامية، مثل ليتوانيا وبولندا، عرضة للخطر.

يرى الخبراء أن الحلول الأكثر فعالية قد تأتي من الدول الأكثر تضررًا نفسها، التي يجب أن تأخذ زمام المبادرة في تطوير ونشر أنظمتها الدفاعية. هناك أمثلة ناجحة يمكن الاستفادة منها، مثل الأنظمة المتطورة في إسرائيل، والولايات المتحدة، وتركيا. 

هذه الدول تستخدم نهجًا متعدد الطبقات، يجمع بين الرادارات الحديثة، والمستشعرات البصرية والصوتية، وأجهزة التشويش الإلكتروني، وحتى طائرات اعتراضية صغيرة (تسمى "صيادي الطائرات المسيرة"). هذه الأنظمة المتكاملة توفر شبكة دفاعية أكثر كثافة وفعالية ضد الأهداف الصغيرة والمنخفضة.

الحلول المحلية والتعاون الإقليمي ضرورة حتمية

في غياب حل سريع من الناتو، أصبح من الضروري لليتوانيا التركيز على الحلول المحلية والإقليمية. الجيش الليتواني بدأ بالفعل في نشر وحدات دفاع جوي إضافية على طول الحدود مع بيلاروسيا، وتشكيل مجموعات متنقلة قادرة على الاستجابة السريعة لأي تهديد. كما أن التعاون الإقليمي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. 

بولندا، على سبيل المثال، التي تواجه تهديدات مماثلة، أطلقت برنامج "الدرع الشرقي" لتعزيز قدراتها الدفاعية. هذا التعاون لا يقتصر فقط على تبادل المعلومات والخبرات، بل يشمل أيضًا تطوير استراتيجيات دفاعية مشتركة.

يؤكد المراقبون والخبراء أن الاستراتيجية الدفاعية يجب أن تتناسب مع ما يفعله الخصم. ففي بعض الأحيان، لا يتجاوز الوقت المتاح لتحديد الهدف واتخاذ قرار التصدي له بضع عشرات من الثواني، مما يستلزم أن تكون عملية اتخاذ القرار سريعة جدًا. 

الحلول المحلية لا تتطلب بالضرورة أموالًا طائلة، بل يمكن أن تستخدم البنية التحتية الموجودة، مثل أبراج الاتصالات، وتزويدها بكاميرات ومستشعرات صوتية وأنظمة رادار صغيرة. 

وأشارت صحيفة هذا النهج يضمن أمنًا أكثر فعالية وكفاءة من حيث التكلفة. 

في النهاية، يتوقع الخبراء أن حوادث الطائرات المسيرة ستصبح أكثر تكرارًا، وأن الحل يكمن في تطوير شبكة دفاعية مرنة ومتكاملة، قادرة على التكيف مع التهديدات الحديثة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق من خان الخليلي إلى المتحف الكبير.. رحلة سياحية لا تنتهي في قلب القاهرة
التالى بدءًا من سبتمبر.. " باب الخلق " على "النهار" والتليفزيون المصري