ارتفع الدولار الأمريكي اليوم الجمعة، ليواصل انتعاشه مقابل معظم العملات الرئيسية، في الوقت الذي أعاد فيه المتداولون تقييم توقعاتهم على المدى القريب بعد أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة هذا الأسبوع، مع الإشارة إلى أن المزيد من التيسير النقدي لن يستمر إلا بشكل تدريجي.
الدولار الأمريكي
صعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ستة نظائر رئيسية، بنسبة 0.3% ليصل إلى 97.588، وكان المؤشر قد انخفض بنسبة 1% خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، نتيجة توقعات السوق بأن الفيدرالي قد ينفذ سلسلة سريعة من التخفيضات في أسعار الفائدة، واستقر المؤشر تقريبًا خلال هذا الأسبوع.
وأصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضًا متوقعًا لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكنه قلل من حدة التوقعات بشأن خفض إضافي سريع، مشيرًا إلى عدم الحاجة الملحة لخفض تكاليف الاقتراض بسرعة خلال الأشهر المقبلة.
وأظهرت التوقعات أو ما يعرف بـ"المخطط النقطي" أن البنك المركزي يتوقع تخفيضين آخرين لأسعار الفائدة خلال العام الجاري.
وقال مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في بانوكبورن فوركس: "لقد كان الأسبوع منقسمًا بين نصفين؛ البيانات الفعلية لم تكن حمائمية كما يوحي البيان الرسمي، وهناك مخاوف بشأن سوق العمل ،ومع تعرض الدولار لضغوط البيع قبل قرار الفيدرالي، فإن العملة الأمريكية قد يكون لديها مجال أكبر للانتعاش خلال الفترة المقبلة".
تراجع الجنيه الإسترليني
انخفض الجنيه الإسترليني يوم الجمعة بعد تجاوز بيانات الاقتراض البريطاني التوقعات الرسمية، مما زاد من المخاوف بشأن قدرة الحكومة على السيطرة على الميزانية، فيما ارتفع الين الياباني بعد أن كشف قرار بنك اليابان إبقاء أسعار الفائدة ثابتة عن وجود انقسامات داخل مجلس الإدارة.
وسجل الاسترليني أحد أسوأ أداءاته بين عملات مجموعة العشرة، متأثراً بمخاوف المستثمرين من عدم قدرة وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز على الحفاظ على ميزانية المملكة المتحدة تحت السيطرة، وانخفضت العملة بنسبة 0.5% لتصل إلى 1.3492 دولار، متجهة نحو أكبر هبوط لها في يومين منذ أواخر يوليو.
وقالت جين فولي، كبيرة استراتيجيي النقد الأجنبي في رابوبانك: "على الرغم من قراءة إيجابية لمبيعات التجزئة في أغسطس بارتفاع 0.5% بفعل الطقس المشمس، فإن بيانات الاقتراض الضخمة للحكومة سلطت الضوء على الصعوبات التي يواجهها المستشار ريفز في تنفيذ ميزانية المملكة المتحدة المقررة في نوفمبر".
وأظهرت البيانات أن الاقتراض الحكومي وصل إلى أعلى مستوى له خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة المالية منذ عام 2020، مما قد يفتح الطريق لمزيد من الزيادات الضريبية في المستقبل.
تأثير قرار بنك اليابان على الأسواق
أظهر قرار بنك اليابان بالإبقاء على أسعار الفائدة عند 0.5% انقسامات داخل مجلس الإدارة، ما أثار مخاوف مستثمري الأسهم والسندات وأعاد التركيز على موعد رفع أسعار الفائدة المقبل، وارتفع الين في البداية بعد القرار، لكنه تراجع لاحقًا مقابل الدولار إلى 147.85 ينًا.
وأكد محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، في مؤتمر صحفي، أن البنك المركزي سيواصل رفع أسعار الفائدة إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية والأسعار في الاتجاه المتوقع، ويعقد الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان سباقًا على القيادة في الرابع من أكتوبر، لاستبدال رئيس الوزراء المنتهية ولايته شيجيرو إيشيبا، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن تأثير النتائج على سياسة البنك المركزي.
العملات الأخرى والعملات المشفرة
واصل الدولار النيوزيلندي تراجعه عن الجلسة السابقة بنسبة 0.4%، بعد يوم من صدور بيانات اقتصادية ضعيفة دفعت العائدات للانخفاض، مع تكثيف الأسواق رهاناتها على خفض أكبر لأسعار الفائدة في المستقبل.
في الوقت نفسه، انخفضت العملة المشفرة بيتكوين بنسبة 1.4% لتسجل 115,944 دولارًا، متأثرة بتقلبات السوق وقرارات البنوك المركزية العالمية.
وتشير التحركات الأخيرة في الأسواق إلى أن المستثمرين يراقبون عن كثب تأثير قرارات البنوك المركزية الأمريكية واليابانية، إضافة إلى البيانات المالية في بريطانيا، على تحركات العملات العالمية والأسواق المالية بشكل عام.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
