وأضاف هميلي خلال لقاء مع نسرين رمضان، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية من تونس، أن الفيلم كُتب بخطوط عريضة فقط، بينما اختار ترك مساحة كبيرة للارتجال في المشاهد والحوار، مؤكدًا أن السينما بالنسبة له ليست نصًا مكتوبًا بل "فن بصري، واكتشاف حيّ لحظة بلحظة على البلاتوه".
وأوضح أن ظروف التصوير كانت صعبة للغاية سواء داخل المصنع أو خارجه، نظرًا لضيق الوقت وحرارة الطقس، إلا أن الدعم الكامل من طاقم العمل – خاصة الممثل غانم الزريلي – سهّل هذه التجربة، مشيرًا إلى أنه أعاد تصميم الصوت بالكامل ليخلق تجربة سمعية واقعية موازية للصورة.
وعن محدودية الميزانية، قال هميلي: "كنت المنتج الرئيسي، وتعلمت من تجاربي السابقة كيف أدير مواردي، شعرت بأن الجميع كان مؤمنًا بالفيلم كحالة إنسانية وفنية، حتى أن بعضهم خفّض أجره إيمانًا بالمشروع".
وحول عرض الفيلم في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، عبّر عن سعادته الكبيرة بردود فعل الجمهور والنقاد، مضيفًا: "الجمهور الأوروبي رأى في الفيلم شيئًا مختلفًا قادمًا من تونس والعالم العربي.. لم نعتد تقديم هذا النوع من الأفلام المركبة، التي تمزج بين الواقعية والفانتازيا، والتشويق".
وعن البُعد الشخصي في الفيلم، قال هميلي: "الاغتراب ليس فقط في عنوان الفيلم بل عشته كمخرج، خرجت من أسلوبي السابق ومنطقة الراحة التي كنت أعمل بها، شعرت وكأنني أخرج نفسي من نفسي".