وجاءت الفعالية تحت شعار "من أجل الإنسانية"، وأقيمت في مقر دبي الإنسانية، بحضور ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة، والمؤسسات الإنسانية الدولية العاملة في الدولة، وعدد من الشركاء من الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية.
وقد شكّل هذا اللقاء فرصة للتأمل والاحتفاء الجماعي، واستذكار شجاعة من يواجهون الأخطار في الخطوط الأمامية لمناطق النزاع، فيما أبرز الحاجة المتزايدة لتعزيز التضامن الدولي والعمل الإنساني القائم على المبادئ الإنسانية. وتضمّن البرنامج كلمات لكل من سعادة بيرانجير بويل، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات والسيدة ساجدة شوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دولة الإمارات وسعادة راشد الحميري، مدير إدارة العمليات في وكالة الإمارات للمساعدات الدولية. كما وقف الحضور دقيقة صمت تكريماً وإجلالًا لأرواح من فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني.
واستهل جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية، الفعالية بكلمة شدّد فيها على أهمية مواصلة دورنا الإنساني مع جميع شركاءنا في القطاعات المختلفة. وقال في كلمته: " يذكّرنا اليوم العالمي للعمل الإنساني -بقوة- بإنسانيتنا ومسؤوليتنا المشتركة. ومن خلال دورها الفاعل في المنظومة الإنسانية، تشهد دبي الإنسانية يومًا بعد يوم على التضحيات الجسيمة التي يقدمها العاملون في هذا المجال. نحن نقف تضامنًا مع جميع المتضررين من الأزمات، من عاملين في المجال الإنساني ومدنيين، ونجدد التزامنا بإيصال الأمل والكرامة والدعم لكل من هم في أمسّ الحاجة، أينما كانوا، ومهما بلغت التحديات."
من جانبها، قالت سعادة بيرانجير بويل، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات: "في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نستذكر من فقدناهم ونكرّم شجاعة من يواصلون خدمة الآخرين. غير أنّ الاستذكار لا يكتمل إلا بالعزم على حماية المدنيين، والدفاع عن القانون الإنساني الدولي، وضمان ألا تُمنع المساعدات أو تُستغل في السياسة أو تُطوى في النسيان."
وقال سعادة راشد الحميري، مدير إدارة العمليات في وكالة الإمارات للمساعدات الدولية: "المساعدات الإنسانية جزء من البصمة الوراثية لدولة الإمارات، وقد دفعت توجيهات قيادتنا الرشيدة الاستجابة الإنسانية العالمية لدولة الإمارات إلى مستويات أعلى. فقد خصصت الإمارات 20% من إجمالي مساعداتها الخارجية خلال العامين الماضيين للاستجابة الإنسانية. نُخلد شهداء الإنسانية في الإمارات وكل من فقدوا حياتهم أثناء مساعدة الآخرين. كما أشار راشد الحمير إلى إعلان العام 2025 عام المجتمع وشعاره "يدًا بيد"، وشدد على أنه فقط من خلال العمل معًا كشركاء يمكننا مواجهة التحديات والعقبات التي تواجه العمل الإنساني، خاصةً فيما يتعلق بالوصول إلى الناس المحتاجين وتوفير الموارد المطلوبة."
وفي كلمتها الختامية، قالت ساجدة شوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دولة الإمارات: "اليوم، وبعد مضي أكثر من عقدين منذ الانفجار المروع في 2003، ازدادت المخاطر بشكل كبير. ففي عام 2024 وحده، قُتل 383 من العاملين في المجال الإنساني – وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق. وهذا العام، بدأنا بالفعل في احتساب خسائر مدمرة.
وأضافت شوا: "نواجه تحديات غير مسبوقة. هناك 300 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدة هذا العام، ومع ذلك فإن العمليات الإنسانية تم تمويلها بنسبة 18٪ فقط. ملايين الناس سيُحرمون من الغذاء والدواء والحماية. هذا أكبر عجز تمويلي نواجهه على الإطلاق – والثمن سيكون أرواحًا تُزهق. لهذا السبب، فإن إعادة ضبط العمل الإنساني التي أطلقتها أوتشا ليست مجرد إصلاح – بل هي تجديد. نحن نضع الناس، وليس الأنظمة، في قلب العمل. نحن نحيل التصرف إلى المجتمعات المحلية، ونحن نتجاوز مواطن القصور، ونعيد الالتزام بجوهر العمل الإنساني: حماية الحياة بكرامة."
تجدر الإشارة إلى أن اليوم العالمي للعمل الإنساني أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2008، ويُصادف سنويًا التاسع عشر من أغسطس. ويخلّد هذا اليوم ذكرى تفجير مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد عام 2003، كما يسلّط الضوء على أهمية حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني ويكرّم تضحياتهم، وهو في كل عام يعد بمثابة تذكير بأهمية ترسيخ المبادئ الإنسانية الدولية، وتعزيز فعالية العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم.