عاجل| معلم الحصة أم المعلم الأساسي؟. جدل الكفاءة يشعل الساحة التعليمية"

في ظل القرارات الأخيرة لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بشأن الاستعانة بمعلمي الحصة لسد العجز في التخصصات المختلفة داخل المدارس، يثور تساؤل مهم: هل يمكن لمعلم الحصة أن يقدم مستوى تعليمي بنفس كفاءة المعلم الأساسي؟.

ويفتح موقع “كشكول”، باب النقاش مع عدد من المعلمين والخبراء التربويين لرصد آرائهم حول هذه الخطوة، ومدى تأثيرها على جودة العملية التعليمية واستقرار المنظومة داخل الفصول.

عاصم حجازي يوضح الفروق بين معلم الحصة والمعلم الأساسي

قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إنه قبل المقارنة بين معلم الحصة والمعلم الأساسي، يجب الإشارة إلى أن القاعدة ليست مطلقة، فقد نجد من بين معلمي الحصة من هو أكثر كفاءة من المعلم الأساسي، وأوضح أن الكفاءة المهنية لأي معلم تتأثر بعدة عوامل، أبرزها: السمات الشخصية، مستوى الذكاء، الإعداد المهني والأكاديمي، إلى جانب الخبرات العملية التي يكتسبها المعلم بمرور الوقت.

وأضاف حجازي، في تصريحات خاصة لـ “كشكول”، أن معلمي الحصة يتشابهون مع المعلمين الأساسيين في ثلاثة عناصر مهمة، وهي: السمات الشخصية، والقدرات الذهنية، والإعداد الأكاديمي، إلا أن الفروق الفردية بينهم تؤدي إلى اختلاف واضح في مستوى الأداء داخل الفصل الدراسي. أما عنصر الخبرة العملية، فيكون عادة لصالح المعلم الأساسي بحكم استمراره في المهنة لفترة أطول، غير أن التدريب الجيد والتوجيه المهني المستمر يمكن أن يقلص هذا الفارق بشكل كبير.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن العامل الأكثر تأثيرًا في تباين مستوى الأداء بين معلم الحصة والمعلم الأساسي، يتمثل في مستوى الرضا الوظيفي، فالرضا لدى المعلم الأساسي غالبًا ما يكون أعلى، ما يمنحه دافعًا أقوى لتقديم أداء أفضل وأكثر استقرارًا، بينما يعاني كثير من معلمي الحصة من انخفاض مستوى الرضا الوظيفي نتيجة ظروف العمل غير المستقرة، وهو ما قد ينعكس سلبًا على أدائهم التربوي.

مدرس لغة عربية يؤكد "جودة التعليم تُقاس بالأداء وليس بنوع التعيين"

تباينت الآراء حول جودة وكفاءة معلمي الحصة مقارنة بالمعلمين الأساسيين، إذ يرى البعض أن الفارق في الأداء التعليمي يرتبط بشكل مباشر بنوعية التعيين، فيما يعتقد آخرون أن المسألة لا تُقاس بهذا المعيار وحده، وفي هذا الإطار، تحدث إلينا مهتدي سلطان، كبير معلمي اللغة العربية ومستشار المادة بمدارس سانت فاتيما للغات بالحجاز، موضحًا أن الكفاءة ليست مرتبطة بكون المعلم معينًا بشكل دائم أو يعمل بالحصة فقط.

وأشار سلطان، في تصريحاته لموقع "كشكول"، إلى أن المعلم الأساسي قد يتميز لكونه يخضع بشكل دوري لدورات تدريبية من الإدارات التعليمية والوزارة، وهو ما يساعده على تطوير طرق الشرح واستخدام الأساليب الحديثة في التدريس، وفي المقابل، فإن الطموح والرغبة في إثبات الذات تدفع مدرس الحصة إلى الاجتهاد والعمل على تطوير نفسه حتى يثبت جدارته، ويحقق مكانة تؤهله ليكون من أوائل المرشحين في حال فتح باب التعيين.

وأضاف، أن الحكم على كفاءة المعلم لا يجب أن يكون بمقياس واحد أو مرتبطًا بنوع التعيين فقط، فهناك معلمون أساسيون يفقدون الحافز بعد حصولهم على الاستقرار الوظيفي، بينما يتميز آخرون بالتطوير المستمر وبالمثل، يسعى كثير من معلمي الحصة لإثبات قدراتهم بشكل أكبر حتى لا تستغني المدرسة عنهم ولهذا، يبقى المعيار الحقيقي هو الأداء الفعلي والقدرة على تحقيق نتائج ملموسة داخل الفصل الدراسي.