أعلنت الخطوط الجوية التركية اليوم الجمعة عن إبرام واحدة من أضخم صفقاتها في تاريخ الشركة، حيث ستشتري 225 طائرة من شركة بوينج الأميركية، في خطوة تهدف إلى تعزيز موقعها التنافسي على الساحة العالمية، ودعم خططها للتحول إلى واحدة من أكبر شركات الطيران في العالم بحلول العقد المقبل.
تفاصيل الصفقة
وبحسب بيان الشركة، فإن الصفقة تشمل: 75 طائرة من طراز "دريملاينر" B787-9 وB787-10، بينها 50 طلبًا مؤكدًا و25 خيارًا إضافيًا، على أن تبدأ عمليات التسليم بين عامي 2029 و2034.
150 طائرة من طراز "ماكس" MAX 737-8/10، تضم 100 طلب مؤكد و50 خيارًا، غير أن تنفيذها النهائي يبقى مشروطًا بالمفاوضات الجارية مع شركة "سي إف إم إنترناشونال" (CFM International)، الموردة للمحركات وخدمات الصيانة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة تحديث شاملة للأسطول، تستهدف جعل أسطول الخطوط التركية مؤلفًا بالكامل من طائرات الجيل الجديد بحلول عام 2035، بما يسهم في رفع كفاءة التشغيل وتقليل استهلاك الوقود، فضلًا عن خفض الانبعاثات الكربونية.
أبعاد سياسية واقتصادية
الصفقة جاءت في سياق سياسي لافت، حيث أُعلن عنها بعد يوم واحد فقط من لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في واشنطن. وشهد اللقاء مناقشة ملفات استراتيجية مرتبطة بالعلاقات الثنائية، شملت العقوبات الأميركية المفروضة على أنقرة، وإمكانية رفعها بما يمهد الطريق أمام تركيا لاستئناف محادثاتها بشأن مقاتلات "إف-35".
وصرح ترامب خلال اللقاء بأنه يتوقع من تركيا وقف شراء النفط الروسي استجابة للضغوط الأميركية، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين قد يمتد إلى مجالات الطاقة والدفاع. ويرى مراقبون أن الإعلان عن صفقة الطائرات في هذا التوقيت يعكس تقاربًا سياسيًا واقتصاديًا بين أنقرة وواشنطن، ويؤكد الدور الذي تلعبه صفقات الطيران الكبرى كأداة للتقارب الدبلوماسي.
تحديث الأسطول ودعم النمو
أوضحت الخطوط الجوية التركية أن الصفقة ستساهم في تحقيق معدل نمو سنوي متوسط يقارب 6%، عبر توسيع شبكة خطوطها الدولية، وتعزيز حضورها في أسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية. وتستهدف الشركة أن تصبح بحلول منتصف العقد المقبل ضمن قائمة أكبر 5 شركات طيران عالميًا من حيث حجم الأسطول وعدد الركاب المنقولين.
كما تخوض الناقلة التركية مفاوضات موازية مع شركات محركات كبرى مثل "رولز-رويس" و**"جنرال إلكتريك"**، لتأمين عقود طويلة الأجل تتعلق بالمحركات وقطع الغيار وخدمات الصيانة. ويعكس ذلك حجم التعقيد الفني والمالي لمثل هذه الصفقة العملاقة، التي قد تتجاوز قيمتها عشرات المليارات من الدولارات.
انعكاسات على صناعة الطيران
تأتي هذه الصفقة في وقت تواجه فيه شركات الطيران العالمية تحديات كبيرة مرتبطة بارتفاع أسعار الوقود وتقلبات الاقتصاد العالمي، إلى جانب ضغوط التحول إلى عمليات تشغيل أكثر استدامة بيئيًا. ومن المتوقع أن تمنح هذه الصفقة بوينج دفعة قوية في منافستها مع إيرباص الأوروبية، خاصة بعد سلسلة من الأزمات الفنية والتجارية التي أثرت على مبيعاتها في السنوات الماضية.
وبالنسبة لتركيا، فإن تعزيز أسطول الخطوط الجوية الوطنية بعدد هائل من طائرات الجيل الجديد يمثل خطوة استراتيجية لتوطيد مكانتها كمركز إقليمي للنقل الجوي، خاصة مع موقعها الجغرافي الفريد الرابط بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.