"التموين": افتتاح معارض "أهلاً مدارس" وحركة تنقلات واسعة لتطوير الأداء

شهدت وزارة التموين والتجارة الداخلية خلال الأسبوع الماضي سلسلة من الأنشطة المتنوعة التي تعكس توجه الدولة نحو تطوير منظومة الحماية الاجتماعية وتعزيز كفاءة الجهاز الإداري، بالتوازي مع توظيف أدوات التحول الرقمي لتقديم خدمات أكثر دقة وشفافية للمواطنين. ويبرز هذا الحصاد الأسبوعي – الذي وثقه المركز الإعلامي للوزارة في تقرير مصور وإنفوجراف تفصيلي – أبعادًا متعددة تؤكد أن الوزارة تتحرك على مسارين متوازيين: الاستجابة الفورية لاحتياجات المواطن، وبناء أسس مؤسسية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

أولى هذه الأنشطة تمثلت في افتتاح الدكتور شريف فاروق، وزير التموين بالإنابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء، المعرض الرئيسي "أهلاً مدارس" بالقاهرة، إلى جانب افتتاحات متزامنة في الجيزة عبر الفيديو كونفرانس. هذه الخطوة لا تقتصر على كونها فعالية موسمية لتوفير المستلزمات الدراسية، بل تعكس التزام الدولة بسياسة استمرارية المعارض الخدمية والسلعية كأداة للحماية الاجتماعية المباشرة، حيث تمثل تخفيفًا حقيقيًا عن كاهل الأسر المصرية في ظل الضغوط الاقتصادية. المعارض – التي تقام بالتنسيق مع الغرف التجارية وجهاز تنمية المشروعات – تؤكد أيضًا على الشراكة المؤسسية بين الدولة والقطاع الخاص لدعم توازن السوق.

على صعيد إدارة الموارد الاستراتيجية، شارك الوزير في اجتماع برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لمتابعة ملف توفير الأسمدة وضمان حوكمة منظومة تداولها. هذا الاجتماع يعكس إدراكًا حكوميًا بأن الأمن الغذائي يبدأ من تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي، وأن الأسمدة ليست مجرد سلعة زراعية بل هي ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. هنا يظهر دور التموين كجزء من المنظومة الحكومية الأشمل، حيث لا يقتصر عملها على السلع الاستهلاكية النهائية، بل يمتد إلى دعم عناصر الإنتاج الأولية.

أما داخليًا، فقد اتخذت الوزارة خطوة نوعية عبر حركة تنقلات موسعة شملت 14 قيادة في 11 محافظة. هذه الخطوة ليست مجرد تغيير إداري روتيني، بل تعكس رؤية إصلاح مؤسسي تستهدف رفع كفاءة الجهاز التنفيذي وضمان عدالة توزيع الكفاءات البشرية بما يتناسب مع طبيعة كل محافظة. الحركة تأتي في إطار خطة شاملة لإعادة الهيكلة الإدارية وتعزيز الرقابة الميدانية، وهو ما يعد تحولًا مهمًا في طريقة إدارة الموارد البشرية داخل الوزارة.

وفي إطار تحديث قواعد البيانات والتحول الرقمي، أطلق الدكتور شريف فاروق بالتعاون مع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، استمارة تحديث بيانات المواطنين بمحافظة بورسعيد كمرحلة أولى. أهمية هذه الخطوة تكمن في بناء قاعدة بيانات دقيقة تسهم في ترشيد الدعم وضمان وصوله إلى مستحقيه، فضلًا عن تعزيز الشفافية والحد من أي ممارسات غير قانونية. التحول الرقمي هنا يمثل نقلة نوعية في حوكمة الدعم، بما يتوافق مع رؤية الدولة للتحول الرقمي الشامل.

كما وقع الوزير بروتوكول تعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية لتعزيز التدريب والتأهيل المهني للعاملين بالوزارة. هذه الخطوة تشير إلى أن التنمية المؤسسية لا تقتصر على الهياكل واللوائح، بل تعتمد أيضًا على بناء قدرات الكوادر البشرية لمواكبة التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية.

وخلال اجتماعه مع وكلاء ومديري المديريات الجدد، شدد الوزير على أهمية الدور الرقابي للمديريات في ضبط الأسواق وتحقيق الشفافية، مؤكدًا أن حركة التنقلات الأخيرة تهدف إلى ترسيخ الانضباط وتعزيز ثقة المواطن في الأجهزة الرقابية للدولة.

في المجمل، يوضح حصاد وزارة التموين أن أنشطتها ليست متفرقة أو ظرفية، بل تتكامل لتعكس نهجًا استراتيجيًا يوازن بين الاستجابة الفورية لمتطلبات السوق والمواطن، وبين بناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة تحديات الأمن الغذائي والتحولات الاقتصادية.