توقع جيرمان جريف، رئيس أكبر البنوك الروسية "سبيربنك"، أن يشهد سعر صرف الروبل انخفاضًا تدريجيًا أمام العملات الأجنبية مع اقتراب نهاية العام الجاري، في ظل المتغيرات الاقتصادية الداخلية والخارجية. وأوضح جريف خلال مشاركته في مؤتمر اقتصادي عقد في موسكو، أن هذا الانخفاض لن يكون حادًا أو مفاجئًا، بل سيأتي على مراحل، بما يتيح للأسواق التكيف معه ويقلل من حدة المخاطر.
تأثير على المصدرين والميزانية
وأشار جريف إلى أن تراجع الروبل قد يكون له انعكاسات إيجابية على قطاع التصدير الروسي، حيث يمنح الشركات قدرة أكبر على المنافسة في الأسواق العالمية نتيجة انخفاض التكلفة النسبية لسلعها. كما أوضح أن هذا التطور قد ينعكس أيضًا على الميزانية العامة من خلال تعزيز العوائد المقومة بالروبل، لاسيما من صادرات النفط والغاز التي تشكل العمود الفقري للإيرادات الروسية.
الاقتصاد الروسي تحت الضغوط
يأتي هذا التوقع في وقت يواجه فيه الاقتصاد الروسي ضغوطًا متزايدة نتيجة العقوبات الغربية المستمرة، وتذبذب أسعار الطاقة في الأسواق العالمية، إضافة إلى الحاجة إلى تمويل مشروعات استراتيجية داخلية. وعلى الرغم من ذلك، أكد جريف أن النظام المالي الروسي أظهر قدرة على الصمود خلال السنوات الماضية، بفضل السياسات النقدية المتحفظة واحتياطيات النقد الأجنبي التي يديرها البنك المركزي الروسي.
استقرار نسبي في الأجل القصير
وأضاف رئيس "سبيربنك" أن الروبل قد يحافظ على مستويات من الاستقرار النسبي في الأجل القصير، مدعومًا بتدخلات البنك المركزي في سوق الصرف وإجراءات إدارة السيولة. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن اتجاه العملة على المدى المتوسط يميل إلى التراجع التدريجي، بما يتماشى مع التوازنات الاقتصادية الحالية.
توقعات الخبراء
ويتفق عدد من المحللين مع رؤية جريف، إذ يرون أن الروبل قد يتجه نحو تسجيل انخفاض يتراوح بين 5 و7% بحلول نهاية ديسمبر المقبل، خاصة مع احتمالات تباطؤ الطلب على الطاقة عالميًا وارتفاع فاتورة الواردات الروسية من المعدات التكنولوجية.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن التراجع التدريجي قد يكون "أهون الشرور"، مقارنة بأي هبوط مفاجئ قد يربك الأسواق ويؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين. كما يشيرون إلى أن الروبل الضعيف قد يساعد الحكومة على سد جزء من العجز في الميزانية، لكنه في المقابل يضغط على القوة الشرائية للمستهلكين المحليين من خلال ارتفاع أسعار السلع المستوردة.
نظرة مستقبلية
من المتوقع أن يظل مسار الروبل مرتبطًا بعدة عوامل رئيسية، من أبرزها تطورات أسعار النفط والغاز، حجم الصادرات الروسية إلى آسيا، والسياسات النقدية التي يعتمدها البنك المركزي في موسكو. كما أن أي تغيرات في العقوبات الغربية أو السياسات التجارية العالمية سيكون لها أثر مباشر على مسار العملة.
وختم جريف حديثه بالتأكيد على أن "الروبل سيبقى أداة مرنة تعكس الواقع الاقتصادي لروسيا"، مضيفًا أن البنك يوصي الشركات والمستثمرين بتبني سياسات مالية متوازنة تأخذ في الاعتبار احتمالات التراجع التدريجي للعملة بحلول نهاية 2025.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.