تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، بعد أن سجلت مكاسب محدودة في الجلسة السابقة، حيث واصل المستثمرون تقييم التوقعات المتعلقة بآفاق الطلب الأمريكي على الوقود مع اقتراب نهاية موسم القيادة الصيفي، وهو الموسم الذي عادةً ما يشهد مستويات استهلاك مرتفعة للطاقة.
أوضح محللون أن التراجع جاء مدفوعًا بتقديرات بانخفاض الاستهلاك المحلي من البنزين والديزل مع اقتراب انتهاء موسم السفر الصيفي في الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط الخام من المصافي خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف الخبراء أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية المنتظر صدورها خلال الأيام القادمة، ستكشف بشكل أوضح عن مستويات السحب من المخزونات التجارية وحجم الطلب الحقيقي، ما سيؤثر على اتجاهات الأسعار.
في الوقت ذاته، يترقب المستثمرون رد الهند على الرسوم الجمركية العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه التوترات التجارية إلى تباطؤ حركة الاستيراد والتصدير، وبالتالي التأثير على الطلب العالمي على الطاقة.
وتُعد الهند ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وأي تغييرات في سياستها التجارية أو معدلات استهلاكها تمثل عاملًا مؤثرًا على توازن العرض والطلب في السوق العالمية.
كما ساهم ارتفاع طفيف في مؤشر الدولار الأمريكي في زيادة الضغوط على أسعار النفط، إذ يجعل النفط المسعر بالدولار أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما قد يقلل من الطلب العالمي.
وتزامن ذلك مع استمرار حالة الحذر في أسواق الأسهم العالمية، حيث يفضل المستثمرون التريث في بناء مراكز جديدة إلى حين اتضاح الرؤية بشأن السياسة النقدية الأمريكية والتوترات التجارية الدولية.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت والخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط بنسبة طفيفة، بعد أن ارتفعت خلال جلسة الأربعاء بدعم من عمليات شراء لتغطية المراكز القصيرة. وأكد محللون أن هذا التراجع يعكس مزيجًا من التصحيح الفني وتوقعات تباطؤ الطلب، أكثر من كونه إشارة على تغير هيكلي في السوق.
يرى مراقبون أن أسعار النفط قد تتحرك في نطاق ضيق خلال الفترة القليلة المقبلة، في ظل توازن بين المخاوف من تراجع الطلب في الولايات المتحدة والهند من جهة، والدعم المستمر الذي يوفره التزام تحالف "أوبك+" بخطط خفض الإنتاج من جهة أخرى.
وأشار بعض المحللين إلى أن أي مؤشرات إيجابية على صعيد النمو الاقتصادي العالمي، أو تحسن في العلاقات التجارية بين القوى الكبرى، قد تمنح أسعار النفط دفعة صعودية جديدة، بينما قد يؤدي استمرار التوترات وضعف الطلب إلى ضغوط إضافية.
بوجه عام، يعكس التراجع الحالي في أسعار النفط حالة الترقب والحذر التي تسود أوساط المستثمرين، مع انتظار بيانات اقتصادية وتجارية مؤثرة. وبينما تبقى العوامل الهيكلية مثل سياسة "أوبك+" والتوترات الجيوسياسية داعمة للأسعار، فإن قوة أو ضعف الطلب الأمريكي والعالمي ستظل المحرك الرئيسي لاتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
