زلزال جاكسون هول.. هل تطيح إشارة "باول" بالدولار وترفع الجنيه المصري؟

يا تري.. إيه علاقة كلام "باول" بالدولار في جيبك؟ وهل ممكن تلميحه الأخير.. يطير أسعار الدهب للسما؟ ولا العكس؟ وليه كل ما رئيس الفيدرالي يفتح بوقه.. العالم كله يحبس أنفاسه؟

أسئلة كتير بتطرح نفسها.. وورا كل كلمة من "باول" ألف سيناريو.. ومستقبل الاقتصاد العالمي ومصير فلوسك.. متوقف على قرار واحد.. قرار خفض الفايدة.

من ساعات قليلة.. العالم كله كان بيراقب "جيروم باول".. رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي. الراجل ده.. اللي حركاته وسكناته.. بتأثر على اقتصاديات دول.. وبتحدد مصير عملات.. زي الدولار.. والجنيه المصري.

وفي خطاب ليه في المؤتمر السنوي للمحافظين.. اللي بيتعقد في "جاكسون هول" بولاية وايومنج.. "باول" كان حريص جداً وهو بيتكلم.. كل كلمة محسوبة.. ومع ذلك.. لمّح تلميح خطير جدا.

باول قال إن تراجع معدلات التضخم في أمريكا.. ممكن يدفعهم للتفكير في "تخفيف السياسة النقدية" يعني.. خفض الفايدة. الكلمة دي بس.. كانت كفيلة إنها تعمل زلزال في الأسواق.

طب إيه اللي حصل أول ما الأسواق سمعت الخبر ده؟

ببساطة.. الدولار الأمريكي تراجع.. وده طبيعي. لما الفايدة بتنزل.. العائد على الدولار بيقل.. فالمستثمرين بيبدأوا يدوروا على ملاذات تانية.

وهنا.. الدهب بيظهر كـ"بطل المشهد". أول ما الدولار بيقع.. الدهب بيعلى. لإن الدهب هو الملاذ الآمن رقم واحد في العالم. كل ما الاقتصاد يبقى مضطرب.. الناس بتجري على الدهب.

طيب.. إيه علاقة ده بمصر؟ هل تأثير الكلام ده هيوصل لحدودنا؟

أكيد لأن زي ما قولنا قبل كده العالم حرفيا بقا قرية صغيرة.. ولو الدولار الأمريكي ضعف.. ده هينعكس بالإيجاب على قيمة الجنيه المصري. لإن ببساطة.. الجنيه المصري قيمته مرتبطة بشكل كبير بسعر الدولار. لو الدولار نزل.. ده ممكن يخلي الدولار في السوق الموازي سعره يتراجع.

وبالنسبة للدهب. دهب مصر.. سعره متأثر بعاملين أساسيين.. الأول.. هو السعر العالمي للأونصة بالدولار. والعامل التاني.. هو سعر الدولار قدام الجنيه في السوق المحلي.

ودلوقتي لو "باول" نزل الفايدة.. سعر أونصة الدهب عالمياً هيرتفع.. يعني عامل من عوامل ارتفاع الدهب في مصر هيزيد.. في نفس الوقت.. لو الجنيه قيمته زادت قدام الدولار عامل تاني من عوامل ارتفاع الدهب في مصر هيقل.

إذاً.. احنا قدام معادلة معقدة.. اللي ممكن يحصل.. هو إن الدهب في مصر هيتحرك في اتجاه معاكس.. يعني هيرتفع لإن تأثير ارتفاع السعر العالمي للدهب بيكون أقوى من تأثير تراجع سعر الدولار في السوق المحلي.

بس مش معنى كده إن الدهب هينطلق لما لا نهاية. لا.. الارتفاع هيكون معتدل.. لإن فيه عوامل تانية بتلعب دور. زي إزاي البنك المركزي المصري هيتصرف هل هيستغل الفرصة دي لتعويم الجنيه.. ولا هيفضل الوضع زي ما هو.

المؤكد.. إن تلميحات "باول" دي.. ممكن تكون بداية لمرحلة جديدة من الاقتصاد العالمي.. وإحنا في مصر.. لازم نكون مستعدين لأي تغيير.

الدرس اللي لازم نتعلمه من الحكاية دي.. إن أي قرار اقتصادي في أبعد نقطة في العالم.. ممكن يأثر بشكل مباشر على جيبك.. وعلى قراراتك المالية. علشان كده.. مهم دايماً تكون متابع.. ومستعد.. لإن العالم ده.. كل يوم فيه جديد.