كل شوية بنسمع مصطلح "احتياطي النقد الأجنبي".. والرقم بتاعه بيزيد.. والبنك المركزي بيطلع بيان.. بس عمرك سألت نفسك.. إيه هو أصلاً "الاحتياطي" ده؟.. يعني إيه خزنة الدولة؟.. وجواها إيه بالظبط غير الدولارات؟.. والأهم من كل ده.. لما نسمع إن الاحتياطي زاد 2.5 مليار دولار.. ده خبر نفرح بيه ولا مجرد رقم وخلاص؟.. وإزاي زيادة الرقم ده بتأثر على الدولار اللي في السوق.. وعلى سيولة العملة الصعبة اللي البلد محتاجاها؟
قبل ما نتكلم عن الزيادة.. تعالا الأول نفهم يعني إيه "احتياطي نقد أجنبي".. تخيل معايا إن الدولة دي عاملة زي أي بيت.. والبنك المركزي هو رب البيت ده.. البيت ده محتاج يكون معاه "تحويشة" أو "قرش أبيض" شايله ليوم أسود.. التحويشة دي مش بالجنيه المصري.. دي بالعملات الصعبة اللي العالم كله بيتعامل بيها.. عشان لو احتجت تشتري أي حاجة من بره.. تلاقي معاك اللي تدفعه.
التحويشة دي بقى هي "الاحتياطي النقدي".. ودي مش مجرد دولارات وبس.. لأ.. دي بتكون عبارة عن سلة عملات ومعادن نفيسة.. أهم مكوناتها:
أول حاجة .. عملات أجنبية سائلة.. زي الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي والين الياباني واليوان الصيني.. ودي بتكون الحصة الأكبر.
وتاني حاجة.. الدهب.. وده يعتبر الملاذ الآمن الأول في العالم.. كل ما احتياطي الذهب بتاعك يزيد.. كل ما قوة اقتصادك بتزيد.

أما تالت مكون .. فهو ودائع وحقوق سحب خاصة لدى صندوق النقد الدولي.. ودي بتكون زي رصيد ليك عند الصندوق تقدر تستخدمه وقت اللزوم.
الكوكتيل ده كله على بعضه.. هو اللي بنسميه "صافي الاحتياطيات الدولية".
نرجع بقى للخبر المهم.. البنك المركزي أعلن إن التحويشة دي.. أو الاحتياطي ده.. زاد بشكل كبير.. الأرقام بتقول إن في نهاية يوليو 2024.. كان معانا حوالي 46.5 مليار دولار.. وفي نهاية يوليو 2025.. الرقم ده قفز ووصل لحوالي 49 مليار دولار.. يعني زيادة أكتر من 2.5 مليار دولار في سنة واحدة.
طب إيه أهمية الخبر ده؟.. وليه لازم نهتم بيه؟
أهمية الخبر ده بتتلخص في كلمة واحدة.. "الثقة".. لما احتياطيك يزيد.. ده بيبعت رسايل قوية جداً لجوه وبره..أهمها انه رسالة للمستثمر الأجنبي.. بتقوله إن مصر بلد قوية اقتصادياً.. وقادرة تسدد ديونها والتزاماتها.. ومش بتعاني من أزمة سيولة.. فبيتشجع ييجي ويضخ فلوسه في مشاريع عندك وهو مطمن.
وتانى حاجة .. رسالة للسوق المحلي.. بتقوله إن الدولة معاها وفرة دولارية.. وإن أزمة شح العملة اللي كانت موجودة انتهت.. وده بيقضي على السوق السوداء تماماً.. وبيخلي سعر الصرف مستقر.. وبالتالي المستورد اللي بيجيب بضاعة من بره.. بيلاقي الدولار بسهولة في البنك بالسعر الرسمي
وهنا ييجي التأثير المباشر على حياتنا اليومية.. لما المستورد يلاقي الدولار بسهولة.. تكلفة استيراد السلع بتقل.. وده بينعكس على أسعار المنتجات في السوق.. والدليل على كده هو أرقام التضخم.. اللي سجلت معدل "سالب" في شهر يونيو 2025.. وده معناه إن الأسعار في المتوسط نزلت.. وده محصلش من سنين طويلة.
ببساطة شديدة.. زيادة الاحتياطي معناها استقرار في سعر الصرف.. استقرار سعر الصرف معناه انخفاض في تكلفة الاستيراد.. انخفاض تكلفة الاستيراد معناه هدوء في الأسعار وانخفاض في التضخم.. هي دايرة كلها مرتبطة ببعضها.. والبداية دايماً بتكون من قوة "خزنة الدولة".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.