هل فعلاً البحث العلمي في مصر واخد حقه من الاهتمام والدعم؟.. طب ليه لحد النهارده لسه بنستورد كيماويات ومنتجات كان ممكن تتعمل محلي؟، وإزاي نقدر نخلي الجامعات والمعاهد البحثية مرتبطة بشكل مباشر بالمصانع والشركات؟.. وهل قطاع البترول ممكن يبقى نموذج يحتذى بيه في ربط العلم بالصناعة؟.
في قاعدة كده أي حد دارس اقتصاد أو صناعة عارفها: من غير بحث علمي حقيقي مفيش صناعة قوية، ومفيش تنمية مستدامة، وده بالظبط اللي ركّز عليه المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، في اجتماع مجلس إدارة معهد بحوث البترول.
الوزير أكد إن الاستثمار في البحث العلمي مش رفاهية، ده ركيزة أساسية ولازم نعتمد عليها عشان الصناعة تكبر وتنجح، الاجتماع ده كان بحضور وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، ونواب وزراء، ورؤساء هيئات وشركات بترول كبيرة، يعني ببساطة كل القيادات اللي ليها علاقة مباشرة بالقطاع الصناعي والبحثي كانوا موجودين.
الوزير كريم بدوي طرح فكرة مهمة جدًا: قال لازم يكون في اجتماعات تنسيقية بين قطاع البترول ومعهد بحوث البترول ومع وزارة التعليم العالي، بحيث الشركات تقول هي محتاجة إيه من أبحاث ودراسات، والمعهد يبدأ يشتغل على ده، سواء بنفسه أو بالتعاون مع مراكز بحثية عالمية، والموضوع مش هيقف عند اجتماع واحد، لا، اتفقوا إن ده يكون بشكل دوري كل 3 شهور، يعني تعاون مستمر ومشاريع بحثية ماشية على طول.
الدكتور أيمن عاشور من ناحيته رحّب جدًا بالفكرة، وقال إن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جاهزة تقدم كل التسهيلات اللازمة عشان نربط البحث العلمي بالصناعة، وده كمان جزء أساسي من رؤية مصر 2030.
كريم بدوي كمان وضح إن وزارة البترول عندها استراتيجية مكوّنة من 6 محاور أساسية، دي بتحدد أولويات التعاون البحثي، وأشاد بالخدمات اللي بيقدمها معهد بحوث البترول في مجال التحاليل والاختبارات والكيماويات، وقال لازم المعهد يوسع شغله في مجالات تانية زي الاستكشاف وإدارة الخزانات البترولية والغازية والتعدين، ويربط شغله بالجامعات ومراكز الأبحاث المحلية والعالمية.
الدكتور عاشور أكد أن معهد بحوث البترول نموذج ناجح فعلًا في ربط البحث العلمي بالصناعة، وأشاد بالإمكانيات الضخمة اللي عنده من خبراء وباحثين، وكشف كمان إن الوزارة شغالة على إعداد أول خريطة بحثية لمصر، بحيث كل إقليم يكون عنده خطة بحثية خاصة بالاحتياجات التنموية بتاعته.
ولو بصينا على تاريخ المعهد، هنلاقي إنه اتأسس سنة 1974، ومن وقتها وهو عامل زي "همزة وصل" بين الأبحاث والصناعة، المعهد فيه 7 أقسام و8 مراكز خدمية و3 وحدات خاصة، وبيشتغل على تطوير كيماويات وإنتاج بدائل محلية بدل المستوردة، ده غير إنه عنده 3 مفاعلات لإنتاج الكيماويات بطاقة 35 طن يوميًا.
مش بس كده، المعهد نشر 456 بحث علمي سنة 2024، وعنده 18 عالم في قائمة الأكثر استشهادًا عالميًا، وكمان أخد المركز التالت في تصنيف سيماجو العالمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في الآخر، الرسالة واضحة: من غير بحث علمي مفيش صناعة قوية، ومن غير صناعة قوية مفيش اقتصاد قوي، وده اللي الحكومة بتحاول تشتغل عليه دلوقتي: ربط العلم بالصناعة، وتحويل الأفكار لمنتجات عملية تخدم الاقتصاد وتفتح فرص شغل جديدة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
