شهدت أسواق المال اليابانية حالة من الترقب والقلق، بعد أن تراجع مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية من مستوى قياسي جديد خلال جلسة الثلاثاء، ليسجل أداءً شبه مستقر وسط ضغوط بيعية قوية، إذ يقيم المستثمرون تطورات وول ستريت والتوقعات بشأن السياسات النقدية العالمية.
أداء المؤشر بين القمم والتراجع
وبحلول الساعة 01:53 بتوقيت جرينتش، استقر مؤشر نيكاي عند 43,722.21 نقطة، بعدما لامس في وقت سابق مستوى قياسي بلغ 43,876.42 نقطة، قبل أن يتراجع إلى 43,411.99 نقطة. أما مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا فقد استقر عند 3,121.86 نقطة، ما يعكس حالة التداول المتقلب التي تسيطر على الأسواق.
ويرى محللون أن الارتفاعات المتتالية التي حققها المؤشر خلال الفترة الأخيرة خلقت شعورًا متزايدًا بالقلق لدى المستثمرين، الذين يخشون من أن الأسواق تحركت بوتيرة أسرع مما تسمح به المؤشرات الاقتصادية الأساسية.
«سخونة مفرطة» في السوق
وقال تاكاماسا إيكيدا، مدير المحافظ الأول في شركة «جي.سي.آي لإدارة الأصول»، إن "السوق تبدو في حالة سخونة مفرطة، ومع أي إشارة سلبية—even لو كانت طفيفة—تحدث عمليات بيع واسعة". وأضاف أن الضغوط الحالية جاءت من الأداء الهادئ لوول ستريت ليلة أمس، وهو ما يثير شكوكًا بشأن استمرار المكاسب. وتوقع أن تبقى الأرباح محدودة حتى تتضح نتائج اجتماع جاكسون هول، المقرر في الفترة من 21 إلى 23 أغسطس الجاري.
تأثير وول ستريت والسياسات النقدية
وكانت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت قد أغلقت على استقرار نسبي يوم الاثنين، بعد جلسة متقلبة، في وقت يترقب فيه المستثمرون نتائج أعمال كبرى شركات التجزئة الأميركية، بالتوازي مع المؤتمر السنوي للاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول.
ويعلق المستثمرون آمالًا كبيرة على تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول، التي ستمنح المزيد من الوضوح بشأن مستقبل أسعار الفائدة واتجاه السياسة النقدية. هذه التوقعات تكتسب أهمية إضافية في ظل تكهنات بأن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر في سبتمبر المقبل، وهو ما قد يشكل تحولًا جوهريًا في السياسة المالية للبلاد بعد سنوات من التيسير النقدي.
تحركات أسهم الشركات الكبرى
وعلى صعيد أداء الشركات، تراجعت أسهم سوفت بنك بنسبة 1.6% بعدما فقدت مكاسبها المبكرة، إثر أنباء عن استثمارها نحو ملياري دولار في حصة من أسهم شركة إنتل الأميركية. ورغم التراجع، لا يزال سهم سوفت بنك مرتفعًا بنسبة 39% منذ بداية أغسطس، متفوقًا على مكاسب مؤشر نيكاي البالغة 6.5% في الفترة نفسها.
كما انخفض سهم فاست ريتيلنغ، المالكة لعلامة الأزياء العالمية "يونيكلو"، بنسبة 0.88%، فيما خالف سهم طوكيو إلكترون الاتجاه العام، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 1.78%، ليمنح دفعة إيجابية لمؤشر نيكاي بفضل نشاط قطاع أشباه الموصلات.
ترقب الأسواق العالمية
ويؤكد محللون أن المرحلة المقبلة ستظل رهينة بتوجهات البنوك المركزية الكبرى، خاصة مع استمرار الضبابية بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي وتوقعات التضخم. ويشير مراقبون إلى أن أي قرارات غير متوقعة من جانب الفيدرالي الأميركي أو بنك اليابان سيكون لها أثر مباشر على حركة مؤشر نيكاي، وعلى ثقة المستثمرين في الأسواق الآسيوية عمومًا.
وبينما يترقب المستثمرون كلمة جيروم باول في جاكسون هول، يظل القلق حاضرًا في السوق اليابانية، ما يعكس مزيجًا من الحذر والانتظار الذي يسيطر على المتعاملين خلال هذه الفترة الحرجة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.