شهدت أسواق المال الآسيوية ارتفاعات قياسية خلال تعاملات اليوم الاثنين، بدعم من حالة التفاؤل المتزايدة لدى المستثمرين بشأن توجهات السياسة النقدية الأميركية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ندوة "جاكسون هول" السنوية التي يعقدها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع، والتي من المنتظر أن تحدد ملامح المرحلة المقبلة فيما يتعلق بأسعار الفائدة والتضخم.
ففي طوكيو، قفز مؤشر "نيكاي" الياباني بنسبة 0.9% مسجلاً مستوى قياسياً جديداً، مدعوماً بارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا والصناعة. كما ارتفع مؤشر الأسهم القيادية الصينية بنسبة 1%، ليواصل مكاسبه التي بلغت نحو 8% منذ بداية الربع الحالي، في حين شهدت بورصتا تايوان وكوريا الجنوبية صعوداً ملحوظاً، ما يعكس إقبالاً واسعاً من المستثمرين على المخاطرة وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية خلال الأشهر المقبلة.
ويرى محللون أن التوقعات المتزايدة بشأن خفض الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي المقرر في 17 سبتمبر، أسهمت في تعزيز الثقة بالأسواق العالمية، خصوصاً مع ارتفاع احتمالات مزيد من التيسير النقدي بحلول ديسمبر 2025. وتشير بيانات وكالة "رويترز" إلى أن الأسواق تسعّر احتمال الخفض بنسبة 85%، وهو ما انعكس بوضوح على أداء الأسهم الآسيوية.
وفي المقابل، تراجعت أسعار النفط خلال التعاملات، إذ انخفض خام برنت بنسبة 0.2% إلى 65.74 دولار للبرميل، فيما هبط الخام الأميركي بنسبة 0.1% إلى 62.76 دولار. ويعزى هذا التراجع إلى انحسار المخاوف المتعلقة بالإمدادات الروسية بعد مؤشرات على انفتاح سياسي بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا لمناقشة ملفات السلام والأمن الدولي.
على الجانب الأميركي، واصلت العقود الآجلة لمؤشرات "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" تسجيل مكاسب طفيفة، مدفوعة بموسم أرباح قوي كشف عن ارتفاع ربحية الشركات بنسبة 11% على أساس سنوي، مع إعلان أكثر من نصف الشركات المدرجة عن رفع توقعاتها للأرباح السنوية. وقد ساهم الأداء القوي لشركات التكنولوجيا العملاقة في دعم المؤشرات، بينما يترقب المستثمرون نتائج شركات التجزئة الكبرى مثل "وولمارت" و"تارغت" لتقييم اتجاهات إنفاق المستهلكين.
وفي أسواق السندات، تراجعت العوائد الأميركية والأوروبية بفعل توقعات خفض الفائدة وزيادة الإنفاق الدفاعي، الأمر الذي انعكس سلباً على أداء الدولار الذي سجل خسائر أسبوعية بلغت 0.4% أمام سلة عملات رئيسية. في الوقت ذاته، استقر الذهب عند مستوى 3343 دولاراً للأونصة بعد أن تكبد خسائر نسبتها 1.9% خلال الأسبوع الماضي، وسط حالة من الترقب لخطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول في ندوة "جاكسون هول"، والذي قد يرسم ملامح السياسة النقدية للفترة المقبلة.
وبحسب مراقبين، فإن ندوة "جاكسون هول" المقررة بين 21 و23 أغسطس الجاري، ستكون بمثابة اختبار حقيقي لتوجهات الفيدرالي في موازنة أهدافه المتعلقة بالسيطرة على التضخم ودعم التوظيف، مع ترجيح أن يحافظ باول على خطاب حذر دون تقديم إشارات مباشرة بشأن قرار سبتمبر، بانتظار بيانات التوظيف والتضخم لشهر أغسطس.
وبينما تتجه الأنظار إلى هذه التطورات، يبقى التفاؤل مسيطراً على المستثمرين في آسيا والعالم، مع توقعات بأن تساهم السياسة النقدية التيسيرية في تعزيز النمو العالمي وتخفيف الضغوط على الأسواق الناشئة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
