مشروعات الهيدروجين الأخضر تفتح باب الشراكة بين ألمانيا وأستراليا

في ظل تسارع السباق نحو الطاقة المتجددة والاستثمار في مشروعات الهيدروجين الأخضر، تبرز شراكة إستراتيجية بين أستراليا وألمانيا بصفتها مثالًا رائدًا في هذا المجال، التي تأتي في ظل توجه عالمي متزايد نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ومع خطة تمويل ضخمة تُقدّر بـ400 مليون يورو، تسعى الدولتان إلى إحداث تحول جذري في طريقة إنتاج الطاقة واستهلاكها، والتركيز على الاستدامة والابتكار، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

هذه الشراكة ليست -فقط- خطوة نحو تحقيق الاستقلال الطاقي وتقليل الانبعاثات الكربونية، وإنما هي -أيضًا- مؤشر على تغير الأدوار والتحالفات في السوق العالمية للطاقة.

في مبادرة استثنائية تفتح آفاقًا جديدة، تخوض الحكومة الأسترالية مباحثات حيوية مع نظيرتها الألمانية حول خطة تمويل تُقدّر بمبلغ 400 مليون يورو، الهدف الرئيس من هذه الخطوة هو إطلاق مشروعات الهيدروجين الأخضر داخل أستراليا، بحسب إنرجي نيوز (Energy News).

(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)

وتمثل الخُطة، التي اقترحها وزير الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي في ألمانيا روبرت هابيك، تحولًا إستراتيجيًا لألمانيا نحو التخلص من اعتمادها على الغاز الروسي، الذي كان يمثل ثلثي واردات ألمانيا قبل بدء الحرب في أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022.

وفي أعقاب الحرب، جرى تعليق وصول الغاز الروسي عبر خط أنابيب نورد ستريم إلى ألمانيا، لتبحث صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا عن بدائل من خلال عقد صفقات مع النرويج، أكبر منتج للغاز في أوروبا، وإبرام صفقات مع تجار الغاز الطبيعي المسال، بحسب ما أوردته وكالة رويترز (Reuters).

بموجب اتفاق ألمانيا وأستراليا بشأن مشروعات الهيدروجين الأخضر، تسهم الدولتان بمبلغ 200 مليون يورو لكل منهما لإطلاق خطط مزاد مشترك، يتمحور حول تأمين اتفاقيات بيع طويلة الأجل للوقود الأخضر مثل الأمونيا والميثانول، وهي خطوة حاسمة نحو تحقيق ألمانيا أهدافها الطموحة في إزالة الكربون من قطاعاتها الصناعية والطاقة والنقل الثقيل.

وإذا جرى التوافق على خطة المزاد، فإن ذلك سيكون بمثابة حل مبتكر للفجوة بين تكاليف الإنتاج وأسعار البيع لمنتجي الوقود الأخضر في أستراليا، كما سيقلل من الحاجة إلى البحث عن عملاء تجاريين لعقود طويلة الأمد، بالإضافة إلى تحفيز السوق عبر إقامة مزادات تضمن طلبًا مستدامًا وثابتًا على الوقود الأخضر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى