خدعة الحياد الكربوني في بريطانيا.. خسائر وتسريح آلاف الموظفين (تقرير)

تواجه أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا انتقادات عنيفة، بعد إعلان شركة تاتا ستيل الهندية (Tata Steel) إغلاق مصانع صلب في ويلز وتسريح 3 آلاف موظف، في ظل سعيها إلى تصنيع صلب محايد للكربون، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبدلًا من أن تشهد البلاد انتعاشًا غير مسبوق للصناعة مدعومًا بالانتقال إلى الحياد الكربوني، كشف التحرك الأخير من “تاتا” أن الهوس بالحياد الكربوني، وما يتبعه من عدم الاكتراث بتكاليفه، أو تأثيره في العمال العاديين، قد يسحق ما تبقّى من الصناعة البريطانية.

فقد أُنتج الصلب بكميات كبيرة في ويلز منذ القرن الـ19، وأسهم في الثورة الصناعية، وساعد في بناء العالم الحديث، ورغم ذلك يبدو أنه يواجه تحديًا لا يمكنه التغلب عليه: الحياد الكربوني.

ولا شك أن هذا التطور يمثّل ضربة ساحقة للاقتصاد المحلي؛ إذ تعدّ ويلز واحدة من أفقر مناطق المملكة المتحدة، ولن تُستبدل الوظائف التي فُقدت بسهولة.

ومن المؤكد أن هناك جدلًا يجب أن يدور حول ما إذا كان للمملكة المتحدة دور بوصفها مصنّعة كبرى للصلب بعد الآن.

قالت شركة تاتا ستيل، يوم الجمعة (19 يناير/كانون الثاني 2024)، إنها ستغلق اثنين من أفرانها في بريطانيا بحلول نهاية العام، مع خسارة ما يصل إلى 2800 وظيفة بمصانع الصلب في بورت تالبوت الواقعة في ويلز.

وتعدّ عمليات الإغلاق جزءًا من خطة الشركة الهندية لتغيير نشاطها الخاسر في صناعة الصلب في بريطانيا، من خلال التحول إلى أفران القوس الكهربائي منخفضة الكربون، بدعم من الحكومة بما يقرب من 500 مليون جنيه إسترليني (636.4 مليون دولار أميركي)، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تاتا ستيل، تي في ناريندران: “المسار الذي نطرحه صعب، لكننا نعتقد أنه المسار الصحيح.. يجب أن نتحول بوتيرة سريعة لبناء أعمال مستدامة في المملكة المتحدة على المدى الطويل”.

وتُشغَّل أفران القوس الكهربائي بوساطة عدد أقل من العمال مقارنةً بالأفران العالية، وقالت “تاتا”، إنها ستقدّم حزمة دعم بقيمة 130 مليون جنيه إسترليني (165.5 مليون دولار) لمساعدة الموظفين المتضررين على إعادة تدريبهم والعثور على وظائف جديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى