كما هي العادة في كل عام، سيطرت صيحات الموضة الراقية على مجموعة ديور لربيع وصيف 2024، التي قدّمت هذا العام أعمالا صفق لها الجمهور في اللحظة الأولى لاعتلائها المنصّة.
كعادتها، ترجمت المديرة الإبداعية ماريا غراتسيا كيوري رؤيتها مع فلسفة الدار، وبما يؤكد على الدور الكبير الذي تؤديه ديور في إطلاق صيحات الموضة العالمية، لتترجم هذه الرؤية بعرض باهر منذ بداية انطلاقه.
زيّنت أعمال الفنانة “إيزابيلا دوكرو” الفنيّة، بعنوان “الهالة الكبيرة” Big Aura، جدران الصالة التي تستضيف عرض مجموعات التصاميم الراقية “هوت كوتور” من “ديور” Dior في حدائق متحف “رودان”.
حيث شاهدنا تنسيق 23 فستانًا بإرتفاع حوالي خمسة أمتار، على خلفية امتزجت بخطوٍط سوداء غير منتظمة تُذكّر بالخيوط المنسوجة بالطول والعرض. وكنا قد أخبرناكِ سابقًا عن أكثر من 10 موديلات فساتين ناعمة في مجموعة ديور الراقية لخريف وشتاء 2023- 2024
كما تم ملاحظة أن موديلات الفساتين مستوحاة من ملابس “السلطانات العثمانيات”، وهو ما عملت عليه الفنانة “إيزابيلا دوكرو” من بحث حول هذا الموضوع.
هذا الديكور الذي يرمز إلى القوّة المُتجاوزة لحدود الجسد، ما هو إلّا مثال على روعة ما استوحته ماريا غراتسيا كيوري في رحلتها نحو تاريخ التصاميم الراقية للدار، فأتت بأفكار استلهمت منها الكثير، لتشكّل منها صيحات، ستجعل إطلالاتك مثل التي تعتمدها نساء العائلات الملكيّة.
تعتبر الهالة الكبيرة Big Aura بالنسبة إلى ماريا غراتسيا كيوري هي الجوهر الذي يسود في عالم التصاميم الراقية “هوت كوتور”، وهي بيئة خصبة للتأمّل بشكل مستمرّ، حيث تكون إعادة ابتكار القطع الأصليّة عمليّة فريدة من نوعها على الدوام. فيتمّ تصميم كل قطعة لتناسب جسم مرتديها تمامًا ويُعطى لها هالة خاصّة بها. ووفقًا لتعريف “والتر بنجامين”، فإنّ الهالة – التي تُجسّدها “ماريا غراتسيا كيوري” و”إيزابيلا دوكرو” بأساليب مختلفة، تعكس تفرّد وأصالة العمل الفني وتحافظ على بصمته في الذاكرة الجماعية.
قرّرت كيوري أن تستكشف مفهوم “الهالة” من خلال التعمّق في تاريخ التصاميم الراقية “هوت كوتور” لدى الدار الذي يُجسّد جوهر الموضة والتميّز المثاليّ.
يستحضر فستان “لا سيغال” La Cigale ( الذي صمّمه كريستيان ديور لموسم خريف وشتاء 1952 ) قدسيّة المشغل من خلال بنيته المنحوتة واستخدام القماش بتأثير “مواريه” moiré، وبالتالي يُصبح نقطة الانطلاق لنظرية تُعيد صياغة سياق التصاميم الراقية وتعكس الحدود الهشّة بين الفن والحياة.
