من المتوقع أن تظل السيارات الكهربائية محركًا لتدفق استثمارات شبكات الكهرباء عالميًا، رغم الضجيج حول طفرة مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي وما قد تفرضه من ضغوط على الطلب.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى ضرورة استثمار نحو 15.8 تريليون دولار في شبكات الكهرباء بين عامي 2025 و2050.
وستذهب أغلب استثمارات شبكات الكهرباء إلى الأصول الملموسة، بداية من الأسلاك والأبراج إلى المحطات الفرعية، بهدف تمديد الشبكة لمسافة إضافية تصل إلى 29 مليون كيلومتر.
ورغم أن مراكز البيانات برزت لاعبًا جديدًا في دفع استثمارات شبكة الكهرباء؛ فإن تأثيرها ما زال متواضعًا.
ومع استمرار انتشار السيارات الكهربائية، خاصة في ظل اعتماد إستراتيجيات شحن محسّنة، ستواصل تأدية دور رئيس في تشكيل البنية التحتية للطاقة.
اتجاهات استثمارات شبكات الكهرباء
كشفت شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس عن أن ثمة عوامل رئيسة ستحفز استثمارات شبكات الكهرباء، وأبرزها:
- استبدال البنية التحتية المتقادمة.
- دمج مصادر الطاقة المتجددة.
- تلبية ارتفاع الطلب من المركبات الكهربائية.
وأظهر التقرير أن استبدال الأصول القديمة ودمج مصادر الطاقة المتجددة سيكونان المحركين الرئيسين لاستثمارات شبكة الكهرباء، مشيرًا إلى أن الإنفاق على شبكات التوزيع سيفوق شبكات النقل.
وعلى صعيد الطلب، ستكون السيارات الكهربائية عاملًا في دفع استثمارات شبكات الكهرباء، وسيؤدي الشحن المحسّن -حلول ذكية مصممة لتحسين عمليات الشحن وخفض تكاليفها- عند انخفاض الأسعار إلى خلق ذروات جديدة في الطلب خلال منتصف النهار لاستيعاب فائض الطاقة الشمسية.
وستصبح ذروة الطلب على الكهرباء عاملًا حاسمًا في تحديد حجم الشبكات، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وكانت شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس قد خفّضت توقعات مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا بمقدار 14 مليون وحدة حتى نهاية 2030، لتصل إلى 39 مليون وحدة، كما يوضح الرسم البياني أدناه:
هل مراكز البيانات ستدفع استثمارات شبكات الكهرباء؟
في الوقت نفسه، ركّز تقرير "توقعات الطاقة الجديدة" لعام 2025 الصادر عن شركة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس على تحديث سيناريو التحول الاقتصادي الأساسي (ETS)، ليشمل أحدث التحليلات المتعلقة بالطلب على الكهرباء من مراكز البيانات، ومراجعة التغيرات في سياسات المناطق الرئيسة، فضلًا عن تقديرات تكلفة الطاقة النظيفة والوقود الأحفوري.
وبعد إدراج مراكز البيانات لأول مرة كونها من محركات استثمارات شبكات الكهرباء، وجدت الشركة أن مساهمتها المباشرة قد لا تتجاوز 3% من الإنفاق الرأسمالي العالمي على الشبكات للمدة 2025-2050.
غير أن الأثر غير المباشر سيتطلب استثمارات إضافية في الشبكات لربط محطات التوليد الجديدة التي تخدم هذه المراكز.
فمع الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي، تصاعدت المخاوف من الضغط على شبكات الكهرباء لتغطية الطلب الناتج عن مراكز البيانات.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات سيتضاعف ليصل إلى 945 تيراواط/ساعة بحلول 2030، مع توقعات بارتفاع الطلب من المراكز المدعومة بالذكاء الاصطناعي بأكثر من 4 أضعاف بحلول العام نفسه.
وكانت مراكز البيانات قد شكّلت قرابة 1.5% من إجمالي استهلاك الكهرباء العالمي خلال العام الماضي، ويعادل ذلك نحو 415 تيراواط/ساعة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما توقعت بلومبرغ نيو إنرجي فايننس -سابقًا- أن يرتفع الطلب العالمي على الكهرباء من مراكز البيانات إلى 1200 تيراواط/ساعة بحلول عام 2035، ونحو 3700 تيراواط/ساعة بحلول 2050.
فجوة في استثمارات شبكات الكهرباء
كشفت تقديرات بلومبرغ نيو إنرجي فايننس عن وجود فجوة كبيرة بين الاستثمارات الفعلية في شبكات الكهرباء خلال المدة (2020-2024)، والاستثمارات المطلوبة لتلبية الطلب خلال العقد الحالي.
ووفق سيناريو الشركة، يجب أن يرتفع متوسط الاستثمار السنوي للمدة (2025-2029) بنسبة 60%، مقارنة بالمدة (2020-2024).
ويشير ذلك إلى الشبكات خلال السنوات السابقة عانت نقص الاستثمارات؛ ما أدى إلى اختناقات عند ربط مشروعات جديدة، وتقييد قدرة الشبكات على استيعاب الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- استثمارات شبكات الكهرباء من بلومبرغ نيو إنرجي فايننس
- الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات من وكالة الطاقة الدولية
- الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات بحلول 2050 من بلومبرغ نيو إنرجي فايننس
- رسم لتوقعات مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا من وحدة أبحاث الطاقة
