دخلت شركة تسويق النفط في العراق "سومو" في مفاوضات متقدمة، للحصول على سعات خزنية في سنغافورة، ضمن توجه بغداد لتعزيز حضورها في السوق الآسيوية، التي تعد الأكثر نموًا في مجال التصفية والطلب على النفط الخام.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فقد أعلنت الشركة أنها تعمل على استقطاب الشركات العالمية الكبرى، مستنداً إلى علاقات تمتد لعقود مع الشركات الأميركية الرائدة، وفي مقدمتها إكسون موبيل، التي تمتلك مصافي وخزانات في أسواق متعددة، من آسيا إلى أوروبا والولايات المتحدة.
ويبحث العراق عبر هذه التفاهمات عن حلول إستراتيجية لتوسيع قدراته التصديرية، ليس فقط من خلال بيع الخام، وإنما عبر الدخول في شراكات مع شركات عالمية تمكنه من الاستفادة من التخزين والتصفية والمشاركة في أرباح المنتجات النفطية.
ويأتي هذا التوجه في إطار سعي بغداد للحفاظ على موقعها بين أبرز المجهزين إلى الصين، إذ يظل العراق في المرتبة الثالثة أو الرابعة شهريًا، مستفيدًا من نمو الطلب الآسيوي المستمر، ومتطلعاً إلى تعظيم الإيرادات عبر الصناعة التحويلية.
تخزين النفط العراقي
أوضح مدير عام شركة تسويق النفط (سومو) علي نزار الشطري، أن المباحثات مع إكسون موبيل لتخزين النفط العراقي وصلت إلى مراحل متقدمة، وتشمل احتمالية توقيع اتفاق مبادئ يتيح للدولة الحصول على سعات خزنية في سنغافورة ومواقع آسيوية أخرى تابعة للشركة.
وأشار إلى أن بغداد تتعامل منذ أكثر من 50 عامًا مع شركات أميركية معتبرة، في مقدمتها إكسون موبيل، التي لا تقتصر على استيراد الخام منها للسوق الأميركية، بل تنقله بكميات كبيرة إلى مصافيها في آسيا وأوروبا.
وبيّن أن التوسع في التعاون مع الشركات الأميركية يهدف إلى خلق توازن مع الشركات الأوروبية والآسيوية، مع التركيز على السوق الآسيوية التي تشهد أكبر معدلات نمو في قدرات التصفية والطلب، ما يتيح للعراق فرصًا إستراتيجية مهمة.

وأكد علي نزار الشطري أن المفاوضات لا تقتصر على التخزين فقط، بل تمتد إلى سعات التصفية، إلى جانب إمكانية الدخول في شراكة أرباح مع إكسون موبيل في تجارة النفط الخام والمنتجات المكررة، بما يضمن عوائد مالية إضافية للعراق.
وأوضح أن جميع الشركات العالمية المنتجة للنفط تسعى لتوسيع حضورها في آسيا، باعتباره السوق الوحيدة حاليًا التي تشهد نموًا متسارعًا، لافتًا إلى أن العراق يتحرك بدوره لضمان موقع متقدم في هذه السوق الواعدة.
وشدد على أن تعزيز قدرات العراق التخزينية والتكريرية في آسيا سيعزز من موقعه كمجهز رئيس للصين، ويتيح له الاستفادة من اقتصادات الطلب المستمرة على الخام والمنتجات النفطية، بما ينعكس إيجابًا على الإيرادات الوطنية.
وأضاف أن دخول العراق في مجال التخزين والتصفية عبر شركات كبرى يمثل خطوة إستراتيجية لا غنى عنها، تتيح التحول نحو شراكات متكاملة بدلاً من الاكتفاء ببيع الخام، بما يتوافق مع التوجهات العالمية نحو تنويع مصادر الإيرادات.
شراكات نفطية جديدة
لفت علي نزار الشطري إلى أن العلاقة مع إكسون موبيل لا تمثل مجرد تعاون تجاري، بل هي امتداد لعقود من الثقة بين العراق والشركات الأميركية، التي دخلت بقوة إلى السوق الآسيوية عبر بناء وامتلاك مصافٍ متعددة في دول محورية.
وأوضح أن هذا التوسع الأميركي في آسيا يمنح بغداد فرصة لمرافقة هذه الشركات العملاقة، ما يتيح لها الاستفادة من موقعها القوي، سواء في قطاع التصفية أو التخزين، وهو ما يمثل إضافة مهمة لإستراتيجية تسويق الخام العراقي.
وأشار مدير عام "سومو" إلى التركيز على إدخال العراق في صناعة البتروكيماويات عبر شراكات مع المصافي العالمية، إذ تتيح هذه الخطوة إنتاج قيمة مضافة، خاصة أن جزءًا كبيرًا من إنتاج تلك المصافي يذهب إلى البتروكيماويات بدلًا من المنتجات التقليدية.
وبيّن أن هذه الاستراتيجية تأخذ في الحسبان التطورات العالمية، بما في ذلك القوانين التي قد تحد من استخدام النفط الخام مستقبلاً، ولذلك تسعى بغداد إلى دخول مجالات أوسع في الصناعات التحويلية لضمان استدامة الإيرادات.
وأكد أن البلاد، من خلال هذه التفاهمات، تثبت حضورها في السوق العالمية كفاعل رئيس، وليس فقط كمصدر خام، وإنما كشريك في عمليات التحويل والتخزين والتصفية، وهو ما يعزز مكانتها في الأسواق الدولية.
وأضاف أن هذه الخطوات تأتي في وقت يسعى فيه العراق لتعظيم الاستفادة من موارده النفطية عبر إستراتيجيات مرنة، تتيح التكيف مع التغيرات العالمية وتوجهات التحول نحو الطاقة المتجددة والبدائل منخفضة الانبعاثات.
وختم بالتأكيد على أن التعاون مع الشركات العالمية الكبرى، مثل إكسون موبيل، يفتح أمام العراق آفاقاً واسعة لتطوير قطاع النفط، وتعزيز الإيرادات، والحفاظ على موقعه المتقدم في السوق الآسيوية والعالمية على المدى الطويل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..