يتزايد التفاؤل بشأن توقعات الطلب على الغاز الطبيعي عالميًا خلال السنوات المقبلة؛ إذ تضعه العديد من الحكومات والشركات في خططها الإستراتيجية والاستثمارية بصفته وقود المستقبل.
وفي أحدث توقعاتها السنوية طويلة الأجل، ترى شركة إكسون موبيل الأميركية أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي سينمو بنسبة 20% بحلول 2050، ليصل إلى 500 مليار قدم مكعبة يوميًا (5.2 تريليون متر مكعب سنويًا).
وبحسب البيانات المتاحة لدى وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، بلغ الطلب على الغاز الطبيعي 398.3 مليار قدم مكعبة يوميًا (4.13 تريليون متر مكعب سنويًا) في 2024.
*المتر المكعب من الغاز = 35.3 قدم مكعبة.
وتأتي توقعات زيادة الطلب على الغاز بالنظر إلى دوره المتزايد في إزاحته الفحم من تشغيل الصناعات المختلفة، وتلبيته الطلب المتزايد على الكهرباء، خصوصًا في الدول النامية.
توقعات الطلب على الغاز بحلول 2050
رغم أن توقعات الطلب على الغاز الطبيعي من جانب إكسون موبيل قد تكون بغرض دعائي لإستراتيجية الشركة واستثماراتها على المدى الطويل، فإنها تتماشى مع العديد من المؤسسات المؤمنة بأن الغاز هو وقود المستقبل، وليس مجرد وقود انتقالي في خطط تحول الطاقة.
وتشير توقعات منتدى الدول المصدرة للغاز إلى نمو الطلب العالمي بنحو 32%، ليصل إلى 5.317 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050، وأن قطاع الكهرباء سيُشكّل وحده 37% من هذه الزيادة، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وترى إكسون موبيل أن استمرار استثمارات الغاز أمر بالغ الأهمية للحفاظ على إنتاج الحقول الحالية وتطوير أخرى جديدة، لتلبية هذا الطلب المتزايد.

وحذّرت الشركة الأميركية من أن عدم وجود استثمارات جديدة في الغاز سيؤدي إلى تراجع الإمدادات بنسبة 11% سنويًا؛ ما سيُترجم إلى عجز قدره 250 مليار قدم مكعبة يوميًا بين العرض والطلب بحلول عام 2030، وهذا يدحض مطالبات وكالة الطاقة الدولية المستمرة بضرورة وقف الاستثمار في الوقود الأحفوري.
وترى وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الغاز سيبلغ 4.37 مليار متر مكعب بحلول 2050، في سيناريو السياسات الحالية، وينخفض إلى 2.46 مليار متر مكعب، في سيناريو التعهدات المناخية، وهي تقديرات تشهد انتقادًا شديدًا من الصناعة.
طفرة الغاز المسال مستمرة
شهدت تجارة الغاز المسال زخمًا كبيرًا في السنوات القليلة الماضية، مسجلةً مستويات قياسية فوق 411 مليون طن (560 مليار متر مكعب) سنويًا خلال 2024.
واستمر الزخم في النصف الأول من عام 2025، مع زيادة تجارة الغاز المسال إلى 208.6 مليون طن، ما يشير إلى عام قياسي جديد، وفق تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في النصف الأول من 2025"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
ودعم تنوع إمدادات الغاز المسال وموثوقيتها ومرونة شحنها هذا الوقود ليكون خيارًا مفضلًا للدول التي تحتاج إلى مصادر طاقة موثوقة ومنخفضة الانبعاثات لتلبية الطلب المتزايد.
وفي عام 2024،، لبَّى الغاز المسال نحو 15% من الطلب العالمي على الغاز الطبيعي، ومن المتوقع أن تزيد حصته إلى أكثر من 20% بحلول عام 2050، مع تضاعُف الطلب عليه، بحسب تقديرات إكسون موبيل.
ومن المرجّح أن تُسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 70% تقريبًا في نمو الطلب على الغاز المسال بين عامي 2024 و2050، في حين ستأتي الإمدادات الجديدة بصورة رئيسة من أميركا الشمالية والشرق الأوسط وأفريقيا.
مزيج الطاقة العالمي
ترى إكسون موبيل أن العالم بحاجة إلى كل مصادر الطاقة، لتلبية نمو الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة 70% بحلول عام 2050، مدفوعًا بتحسُّن مستويات المعيشة في الدول النامية.
وسيكون الغاز الطبيعي في قلب تلبية الطلب على الكهرباء، إذ تشير التقديرات إلى النفط والغاز معًا سيمثّلان 55% من مزيج الطاقة العالمي بحلول 2050، وهو ما يتوافق إلى حدٍّ ما مع توقعات منظمة أوبك، التي يوضحها الرسم البياني التالي:
في المقابل، سيكون الفحم الأكثر انخفاضًا مع تراجع حصّته إلى 14%، مقابل 25% في عام 2024، وفق البيانات التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وستُشكل الطاقة المتجددة (الطاقة الكهرومائية والشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية) 15% من مزيج الطاقة العالمي بحلول 2050، مقابل 6% عام 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: