تخطط شركات مراكز البيانات للتوسع في الاعتماد على الطاقة المتجددة لتلبية احتياجاتها من الكهرباء خلال العقود المقبلة، في إطار الالتزامات المناخية بخفض انبعاثاتها.
ومراكز البيانات بطبيعتها كثيفة الاستهلاك للكهرباء؛ ما يُشكِّل عبئًا على انبعاثات قطاع التوليد، الذي لا يزال يعتمد على الوقود الأحفوري بصورة واسعة عالميًا.
وأعلنت شركات مراكز البيانات الكبرى أهدافًا طموحة لتوفير الكهرباء النظيفة لعملياتها على مدار الساعة أو الربط المباشر بمحطات الطاقة المتجددة كبيرة الحجم على المديين المتوسط والطويل.
وبحسب تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- جاءت شركة أمازون في مقدمة أكبر 10 مشغلة لمراكز البيانات باستعمال الطاقة المتجددة، فضلًا عن القدرات المخطط لإضافتها.
شركات مراكز البيانات الـ5 الكبرى
بلغت القدرة المتجددة العاملة في شركة أمازون قرابة 3.41 غيغاواط حتى نهاية عام 2025، كما بلغت القدرة تحت التطوير قرابة 10.85 غيغاواط.
وتشمل القدرة قيد التطوير كلًا من المشروعات تحت الإنشاء، والملتزم بها، والمشروعات التي ما زالت في مراحل مبكرة من التخطيط، ويستند تصنيف الشركات وترتيبها إلى مجموع القدرات العاملة والمطورة، بحسب شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.
وجاءت شركة مايكروسوفت في المركز الثاني بين شركات مراكز البيانات من حيث القدرة المتجددة العاملة بنحو 2.66 غيغاواط، في حين بلغت القدرة قيد التطوير قرابة 7.6 غيغاواط.
وحلَّت شركة كيو تي إس (QTS) الأميركية في المركز الثالث بقدرة متجددة عاملة بلغت 1.27 غيغاواط، كما تخطط لإضافة 6.17 غيغاواط أخرى في مراحل مختلفة من التطوير.
واحتلت شركة ميتا المرتبة الرابعة بقدرة تشغيلية متجددة وصلت إلى 2.8 غيغاواط، وسعة قيد التطوير تصل إلى 4.1 غيغاواط.
أما شركة غوغل؛ فقد حلّت في المركز الخامس بقدرة تشغيلية مستمدة من مصادر طاقة متجددة بلغت 2.82 غيغاواط، كما تخطط لإضافة 3.68 غيغاواط.
بقية ترتيب أكبر 10 شركات
على الجانب الآخر، حلّت شركة سكالا (Scala) الأميركية في المركز السادس عالميًا بين شركات مراكز البيانات المعتمدة على الطاقة المتجددة بقدرة تشغيلية وصلت إلى 0.11 غيغاواط، كما تخطط لإضافة 5.12 غيغاواط تحت التطوير.
بينما جاءت شقيقتها الأميركية ديجيتال رياليتي (Digital Realty) في المرتبة السابعة، بقدرة تشغيلية متجددة بلغت 2.35 غيغاواط، وقدرة قيد التطوير تصل إلى 2.7 غيغاواط.
وحلَّت شركة كلاود إتش كيو (cloudHQ) الأميركية في المركز الثامن بقدرة تشغيلية وصلت إلى 0.34 غيغاواط، وسعة قيد التطوير تتجاوز 3.5 غيغاواط.
بينما احتلت شركة سايرس وان (cyrusOne) الأميركية المركز التاسع بين شركات مراكز البيانات المعتمدة على مصادر الطاقة المتجددة بقدرة تشغيلية وصلت إلى 0.93 غيغاواط، في حين تخطط لإضافة 2.2 غيغاواط.
وجاءت شركة ستاك (Stack) الأميركية بالمركز الأخير بين الـ10 الكبار بقدرة تشغيلية متجددة بلغت 0.56 غيغاواط، وسعة تحت التطوير تتجاوز 2.5 غيغاواط، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة، كما هو موضح في الرسم التالي:
عوامل تحوّل مراكز البيانات للطاقة المتجددة
يعتمد مشغلو مراكز البيانات على الالتزامات الطوعية لخفض الانبعاثات من عملياتهم التي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء؛ إذ لا تزال الضغوط التنظيمية الحكومية المباشرة محدودة لإلزامهم بذلك.
ورغم ذلك؛ فقد حددت ألمانيا والصين -مؤخرًا- أهدافًا واضحة لاعتماد الطاقة المتجدددة في مراكز البيانات، وألزمت أيرلندا مشغلي المراكز المتصلة أو الراغبة في الاتصال بالشبكة بتوفير قدرة توليد أو تخزين في الموقع تتوافق مع قدرة التوصيل المطلوبة، فضلًا عن الإفصاح عن بيانات الانبعاثات واستعمال الطاقة المتجددة.
وعادة ما يؤدي الطلب المتزايد للكهرباء من مراكز البيانات الأكبر حجمًا إلى إثقال كاهل الشبكات المحلية، ولا سيما في المناطق المكتظة بهذا النوع من المراكز.
واستجابةً لهذا التحدى، يجري المشغلون تجارب للتشارك في الموقع بين مراكز البيانات ومحطات الطاقة المتجددة الكبيرة، لتقليل الاعتماد على الشبكة والحصول على كهرباء نظيفة ورخيصة في الوقت نفسه.
ورغم الإمكانات المحتملة لذلك؛ فإن تقلبات التوليد من المصادر المتجددة حسب ظروف الطقس تعوق التبني الواسع لها في هذه العمليات؛ ما دفع بعض مشغلي المراكز فائقة السرعة في الولايات المتحدة للجوء إلى الطاقة النووية بدلًا من ذلك.
على الجانب الآخر، ثمة اتجاه ملحوظ بين شركات مراكز البيانات بقيادة شركات الإنترنت الكبرى للتوسع في توقيع اتفاقيات شراء طويلة الأجل للكهرباء المتجددة مع مشروعات تعود للغير.
وإذا استمر هذا التوجه فهناك مخاطرة بأن يحل مشغلو مراكز البيانات محل المشترين الآخرين للكهرباء المتجددة دون تحقيق أي فوائد صافية لنظام الكهرباء بالكامل، بحسب التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
