يُعدّ النفط والغاز في سلطنة عمان من أبرز محركات الاقتصاد الوطني، ويشكّل ركيزة أساسية في تحقيق النمو والاستدامة، بالنظر إلى إسهامه الحيوي في توفير فرص العمل وتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد.
وبفضل موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية، كثّفت سلطنة عمان جهودها في السنوات الأخيرة لتوسيع مشروعات النفط والغاز، مع التركيز على استدامة الإنتاج وتنويع مصادر الطاقة.
وشهد عام 2024 طفرة كبيرة في هذا القطاع، مع إعلان 4 شركات رائدة تنفيذ مشروعات إستراتيجية في الاستكشاف والإنتاج والطاقة المتجددة والبنية التحتية، ما يعكس تنامي الثقة الاستثمارية بمنظومة النفط والغاز في سلطنة عمان.
ووفقًا لتقرير حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، جاءت أبرز تطورات قطاع النفط والغاز في العماني من خلال مشروعات نفّذتها شركات: تنمية نفط عمان، وأوكسيدنتال عمان، وأوكيو، ودليل للنفط.
النفط والغاز في سلطنة عمان 2024
جاءت انتعاشة قطاع النفط والغاز في سلطنة عمان 2024 من خلال مشروعات كبيرة ومهمة، من شأنها تحقيق زيادات في الإنتاج والتصدير، وذلك على النحو التالي:
شركة تنمية نفط عمان
شكّلت شركة تنمية نفط عمان محورًا رئيسًا في مشروعات النفط والغاز في سلطنة عمان خلال عام 2024، إذ نفّذت عددًا من مشروعات الاستخلاص بقيمة مليار دولار أميركي، شملت ربط 12 بئرًا في مكامن هيماء (أمين، مقراط، بارك)، وأسفرت عن اكتشاف 2.22 مليار متر مكعب من الغاز و0.34 مليون متر مكعب من المكثفات.
ويسعى المشروع إلى إنتاج مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، بهدف تعزيز أمن الطاقة وسدّ الفجوة المتوقعة بين العرض والطلب بين عامي 2024 و2026، مع استمرار إلى ما بعد عام 2031.
كما وقّعت الشركة اتفاقيات مع شركة أوكيو للطاقة البديلة وتوتال إنرجي لتطوير محطة للطاقة الشمسية في شمال الامتياز، ومشروعين لطاقة الرياح بقدرة 100 ميغاواط في الجنوب، على أن يبدأ التشغيل في 2026.

شركة أوكسيدنتال عمان
واصلت شركة أوكسيدنتال عمان ريادتها في تقنيات الاستخلاص المعزز، عبر مشروع تجريبي لحقن ثاني أكسيد الكربون في حقل الصفا بشمال السلطنة، بهدف تقييم كفاءة هذه التقنية في زيادة إنتاج النفط بعد الغمر بالمياه.
وشملت مشروعات الشركة تطوير حقل ثليلات في جنوب وسط سلطنة عمان، واستبدال أنابيب وحدات ضاغط البخار الميكانيكي (MCV) لأول مرة منذ تشغيلها في حقل مخيزنة، بالإضافة إلى تشغيل سخان قاع البئر بنجاح.
كما طٌورت مرافق حقل خزان غريف، بما يُسهم في تحسين كفاءة الإنتاج، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقد حصلت الشركة في 2024 على براءة اختراع لتقنية "أوكسي جيتنج" (Oxy jetting)، وهي أسلوب مبتكر لتحفيز الطبقات الجانبية باستعمال نفث الحمض، ما يُعدّ إضافة نوعية في قطاع النفط والغاز في سلطنة عمان.

شركة أوكيو
برزت مجموعة أوكيو بصفتها مساهمًا محوريًا في مشروعات النفط والغاز في سلطنة عمان خلال 2024، بإعلانها تنفيذ مشروع "مرسى للغاز الطبيعي المسال" في ميناء صحار، بتكلفة تُقدَّر بنحو 1.6 مليار دولار أميركي، وهو المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
ويشمل المشروع محطة لتوليد الطاقة المتجددة تغطي 100% من احتياجات المصنع الكهربائية، بما ينسجم مع أهداف التحوّل الطاقي في سلطنة عمان.
كما دشّنت أوكيو مشروعات إستراتيجية لتخزين الوقود في محافظة ظفار (124 مليون دولار) ومسندم (204 ملايين دولار)، بسعات تتجاوز 110 آلاف متر مكعب و14 ألفًا و500 متر مكعب على التوالي، لتوفير احتياطي إستراتيجي من البنزين ووقود الطائرات.

شركة دليل للنفط
أسهمت شركة دليل للنفط بدور تقني مهم في دعم البنية التحتية لمنظومة النفط والغاز في سلطنة عمان، عبر تنفيذ حزمة من مشروعات التطوير، أبرزها استبدال رؤوس خراطيم المياه والأنابيب في عدد من مواقع الإنتاج.
وقد شمل ذلك تركيب أنظمة حماية داخلية تتضمن بطانات بولي إيثيلين عالي الكثافة، ما يسهم في رفع كفاءة السلامة التشغيلية وتقليل التآكل، ويعزّز استدامة العمليات وتقليل الانبعاثات والتسريبات المحتملة.
المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز
ضمن خطط توطين سلسلة القيمة، ورفع مساهمة المؤسسات الوطنية، نُفِّذت خلال 2024 نحو 9 برامج لتطوير الموردين المحليين، وتخصيص 23 فرصة أعمال للشركات الوطنية في خدمات الحفر والتوريد والصيانة.
وبلغ حجم الإنفاق على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بقطاع النفط والغاز في سلطنة عمان قرابة 1.8 مليار دولار أميركي، في حين سجلت القيمة المحلية المضافة نموًا بنسبة 31.9% خلال العام.
كما أطلقت الوزارة "شهادة المحتوى المحلي" لتشجيع الشركات على زيادة التوطين، إذ تقرَّر إطلاق المرحلة التجريبية من البرنامج في الربع الثاني من 2025، مع التركيز على شركات المقاولات والخدمات الكبرى.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..