كشفت بيانات رسمية النقاب عن ارتفاع إيرادات صادرات شركة النفط الفنزويلية "بتروليوس دي فنزويلا" (PDVSA) خلال العام الماضي (2024).
كما ارتفع متوسط إنتاج النفط اليومي على أساس سنوي 30% إلى أكثر من 805 آلاف برميل يوميًا، بحسب أحدث البيانات المتوافرة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يأتي ذلك بدعم من التعافي الطفيف الذي شهده إنتاج النفط الفنزويلي منذ عام 2023 بعد السماح لشركة شيفرون الأميركية وأخرى أجنبية بالعمل في البلد الخاضع للعقوبات.
لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلنت في مايو/أيار الماضي (2025) عدم تجديد رخصة "شيفرون" التي كانت مسؤولة عن أكثر من رُبع إنتاج النفط الفنزويلي جرّاء احتدام العداء مع الرئيس نيكولاس مادورو بسبب قضيتي الانتخابات والمهاجرين.
صادرات النفط الفنزويلي في 2024
ارتفعت صادرات شركة النفط الفنزويلية من النفط الخام والوقود خلال العام الماضي (2024) إلى 805.500 ألف برميل يوميًا.
يمثل ذلك ارتفاعًا بنسبة تزيد على 15% بالمقارنة بعام 2023 السابق عندما بلغ حجم الصادرات 700 ألف برميل يوميًا تقريبًا.
وبحسب النتائج المالية والتشغيلية للشركة المملوكة للدولة، بلغت قيمة صادرات العام المنقضي 17.52 مليار دولار.
وبلغ متوسط الإنتاج اليومي من النفط الخام خلال العام المنصرم 952 ألف برميل يوميًا بزيادة عن 783 ألف برميل يوميًا في 2023.
أما في الربع الأول من العام الجاري (2025)، فقد ارتفع الإنتاج إلى أكثر من مليون برميل يوميًا.
وخلال شهر يونيو/حزيران الماضي (2025)، صدّرت فنزويلا 844 ألف برميل يوميًا من النفط الخام والوقود على متن 27 ناقلة، في زيادة بنسبة 8% بالمقارنة بشهر مايو/أيار السابق الذي شهد تصدير 779 ألف برميل يوميًا من النفط.
وفي أبريل/نيسان المنصرم انخفضت الصادرات بنسبة 20%، إلى 700 ألف برميل يوميًا تقريبًا لتسجل أدنى مستوى لها خلال 9 أشهر.
واستحوذت الصين على قرابة 90% من إجمالي إنتاج فنزويلا من النفط خلال الشهر السادس (بالمقارنة بـ75% في مايو/أيار) سواء من خلال المبيعات المباشرة أو عبر الوسطاء.
وشملت قائمة المستوردين -أيضًا- كوبا التي استقبلت 8 ألاف برميل يوميًا، وشحنات أخرى من الميثانول وكوك النفط إلى أوروبا والهند.
أزمة النفط الفنزويلي
سلّط تقرير حديث الضوء على التحديات التي تواجهها سوق التكرير العالمية جراء القيود المفروضة على صادرات النفط الفنزويلي بسبب العقوبات الأميركية.
ويتميز النفط الفنزويلي بكونه أحد أثقل أنواع الخام وأكثرها احتواءً على الكبريت في العالم أجمع؛ ما يجعله مادة أولية حاسمة للعديد من المصافي المستهلكة للخام الثقيل والحامض الذي يتطلب تقنيات متخصصة للمعالجة.
والنفط الثقيل لزج ولا ينساب بسهولة ويحتوي على مواد شمعية، أما النفط الحامض فهو الذي تزيد فيه نسبة الكبريت عن 1%، بحسب موسوعة مفاهيم النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وفي مواجهة فجوة المعروض، ظهرت بدائل لشحنات النفط الفنزويلي؛ إذ ارتفع حجم الطلب على الرمال النفطية في كندا وخام مايا المكسيكي والخامات الثقيلة في كل من روسيا وإيران.
ومن أبرز المستفيدين من ذلك التحول شركة بيمكس المكسيكية ( Pemex) و"كاناديان ناتشورال ريسورسيز" الكندية (CNQ)، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في موقع "إيه آي نفست" (ainvest).
وبالإضافة إلى خيار تنويع مصادر واردات النفط الثقيل، قد تنتعش مصافي التكرير المزودة بوحدات التفحيم المختصة بمعالجة الخام عالي الكبريت والكثافة، لكن الأمر قد يصاحبه ارتفاع في التكاليف أو انخفاض في هوامش الأرباح.
وعلى نحو خاص، قد توفر شركة "فاليرو" الأميركية (Valero) وشركة "ماراثون بتروليوم" (MPC) القدرة على التكيف بفضل وحدات التفحيم لديها.
وإجمالًا، تجلب الفجوة فرصًا استثمارية واعدة للمستثمرين في سلسلة توريد الخام إلى المصافي لمساعدة الأخيرة على التكيف؛ ومنهم شركة "إنتربرايز برودكتس بارتنرز" (EPD) التي تمتلك خطوط أنابيب ومحطات استيراد قادرة على استقبال 1.2 مليون برميل يوميًا من الخامات الكندية والأميركية الثقيلة.
وفي هذا الصدد -أيضًا- تبرز شركة "تي سي إنرجي" (TRP) التي يعزز توسعها في خط أنابيب "كيستون" (Keystone) نقل النفط الكندي إلى المصافي الأميركية على ساحل الخليج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- صادرات شركة النفط الفنزويلية الوطنية من وكالة رويترز
- المستفيدون من العقوبات على نفط فنزويلا من "ainvest"
