أخبار عاجلة
التنويع الاقتصادي في الخليج وتعزيز النتائج -

حقل ماراكايبو.. 50 مليار برميل تعزز إنتاج النفط الفنزويلي

حقل ماراكايبو.. 50 مليار برميل تعزز إنتاج النفط الفنزويلي
حقل ماراكايبو.. 50 مليار برميل تعزز إنتاج النفط الفنزويلي

على مدى أكثر من قرن كامل من الزمن، كان حقل ماراكايبو للنفط الخام في فنزويلا مصدرًا رئيسًا من مصادر دخل الدولة النفطية، التي تحتضن أراضيها نسبة كبيرة من احتياطيات النفط الخام العالية، وتعدّ من المنتجين الرؤساء ضمن تحالف أوبك+.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي العملاق، الذي يقع في بحيرة تحمل الاسم ذاته، وضمن حدود حوض نفطي عملاق بالاسم نفسه، يمثّل جزءًا من تاريخ صناعة النفط الفنزويلية.

وبفضل حقل ماراكايبو النفطي العملاق، تعدّ فنزويلا واحدة من أغنى الدول في العالم من حيث الاحتياطيات، إذ يمتد تاريخ الحقل لعقود طويلة، أدى خلالها دورًا رئيسًا في دعم قطاع الطاقة في الدولة، وخدمة الاقتصاد الفنزويلي.

ويوفر حقل ماراكايبو إمدادات ضخمة من الطاقة على المستويين المحلي والعالمي، لا سيما مع احتوائه على عدد من الحقول الفرعية العملاقة، أهمها حقل بوليفار الساحلي، ونظرًا لأهمية الكبيرة بالنسبة لفنزويلا، فقد شهد عمليات تطوير متتالية على مدى أكثر من 110 سنوات، جعلته واحدًا من أكثر الحقول إنتاجًا في البلاد.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات تاريخية عن حقل ماراكايبو

تشير معلومات تاريخية عن حقل ماراكايبو النفطي العملاق في فنزويلا إلى أنه اكتشف للمرة الأولى في بحيرة "ماراكايبو" في عام 1915، وذلك بعد عام واحد من انطلاق عمليات التنقيب الأولى في البحيرة -التي تعدّ الأكبر في أميركا الجنوبية- في عام 1914.

ومع التوصل إلى كميات تجارية من النفط الخام داخل الحقل، شهدت المنطقة المحيطة به طفرة صناعية كبرى، لا سيما مع زيادة الاهتمام بتطوير الحقل خلال العقود التالية، بإسهام من شركات نفطية عالمية استثمرت في تطويره.

وعلى الرغم من أنه يعدّ من أقدم الحقول في فنزويلا، فإن النفط الخام كان معروفًا هناك قبل مئات السنين، قبل اكتشاف قارَتي أميركا الشمالية والجنوبية، في عام 1492، إذ كان الهنود الحمر (السكان الأصليون) يعلمون بوجود النفط الذي ظهر فوق سطح الأرض على هيئة ينابيع أو سبخات.

صورة تاريخية لبحيرة ماراكايبو العملاقة
صورة تاريخية لبحيرة ماراكايبو العملاقة- الصورة من "أويل آند غاز جورنال"

وبفضل جذب حقل ماراكايبو الاستثمارات الأجنبية الكبيرة، التي حققت طفرة مهمة بالنسبة للاقتصاد الوطني، تحوّل إلى واحد من أهم الحقول النفطية في فنزويلا والعالم، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويقع الحقل العملاق في شمال غرب فنزويلا، داخل البحيرة التي تمتد على جانبيها الحقول النفطية، وتشتمل على مناطق برية وبحرية، وهو ما يجعل استخراج النفط الخام منها تحديًا كبيرًا، إلّا أن جدواه الاقتصادية تفوق هذه التحديات بمراحل.

وبفضل وجوده في قلب منطقة غنية بالنفط الخام، يسهم الحقل بقوة في تعزيز مكانة فنزويلا بصفتها واحدة من أبرز الدول المنتجة والمصدرة للنفط، لا سيما مع إدخال التقنيات الحديثة التي تجري من خلالها عمليات الاستكشاف المستمرة.

ومع وجود هذه التقنيات المتطورة، ما يزال حقل ماراكايبو النفطي في فنزويلا يعلن احتياطيات جديدة وإنتاجًا متميزًا، وهو ما تحقق على مدى العقود الماضية، ما جعله واحدًا من الدعائم الرئيسة للاقتصاد الفنزويلي، وأحد المصادر المهمة للدخل القومي.

احتياطيات حقل ماراكايبو

تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل ماراكايبو النفطي في فنزويلا تتجاوز حاجز الـ50 مليار برميل، مقسّمة على عدد من الحقول الفرعية، وأهمها حقل بوليفار الساحلي، الذي يضم 11.1 مليار برميل من النفط الخام وحده.

ولذلك، يعدّ الحقل، الواقع في حوض ماراكايبو، واحدًا من أغنى الحقول النفطية في فنزويلا، باحتياطيات تسهم في جعل البلاد واحدة من أكبر منتجي النفط عالميًا، إذ تُستغل هذه الموارد لتعزيز الإنتاج المحلي والتصدير إلى الأسواق العالمية.

وقد شهد إنتاج حقل ماراكايبو تقلبات كبيرة على مدى السنوات الـ100 الماضية، إذ بلغ في ذروة إنتاجه بحلول المنتصف القرن الماضي أكثر من مليوني برميل يوميًا، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

مصفاة نفط تقع على بحيرة ماراكايبو
مصفاة نفط تقع على بحيرة ماراكايبو- الصورة من رويترز

يشار إلى أن فنزويلا كانت بحلول عام 1922 موردًا مهمًا للنفط في العالم، مع اكتشاف الاحتياطيات النفطية الكبيرة في بحيرة ماراكايبو، وانتعاش إنتاجها في عشرينيات القرن الـ20 ليسجل 137 مليون برميل سنويًا، ما جعلها في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في إجمالي الإنتاج بحلول عام 1929.

ولكن مستويات الإنتاج من حقل ماراكايبو، شأنها شأن حقول النفط الفنزويلية الأخرى، شهدت تراجعًا للإنتاج مع تعثُّر البلاد اقتصاديًا وسياسيًا، لا سيما مع فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية عليها، جعلتها عاجزة عن استكمال نهجها الإنتاجي بالوتيرة نفسها.

مراحل تطوير حقل ماراكايبو

مرّت مراحل تطوير حقل ماراكايبو بعدد من المحطات المهمة، إذ كانت المرحلة الأولى -وهي المحطة الأهم- هي مرحلة الاستكشاف خلال العقد الثاني من القرن الـ20، ثم المرحلة الثانية، وهي توسيع عمليات الحفر والإنتاج.

ومع دخول التقنيات المتطورة التي استهدفت زيادة الكفاءة الإنتاجية، دخلت جهود تطوير الحقل النفطي العملاق مرحلة جديدة، من خلال تطبيق الاستخراج المعزز وتحسين البنية التحتية للنقل والتكرير، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

النفط الفنزويلي

وأسهمت شركات محلية وعالمية في تطوير حقل ماراكايبو، من بينها شركة النفط الفنزويلية الوطنية "PDVSA"، بجانب شركتَي إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتين، اللتين قدّمتا -في مراحل مبكرة- تقنيات حديثة لتحسين الإنتاج ورفع كفاءة العمليات النفطية.

وبفضل هذه الجهود، أسهم حقل ماراكايبو بقوة في دعم الاقتصاد الفنزويلي، لا سيما أن النفط الخام يشكّل رقمًا مهمًا ضمن عائدات الحكومة، كما وفّر الحقل فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لآلاف الفنزويليين، مع إسهامه في تمويل برامج البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.

لذلك، فإن فنزويلا لا تتعامل مع حقل ماراكايبو على أنه مصدر للطاقة فحسب، ولكنه جزء من هويتها الاقتصادية، وتسعى إلى الحفاظ عليه -رغم التحديات والعقوبات- بصفته واحدًا من أصولها الإستراتيجية ذات القيمة العالية لتأمين موارد مالية للبلاد.

نرشّح لكم..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إسماعيل نصر الدين يتقدم بأوراق ترشحه لخوض انتخابات الفردي بمجلس الشيوخ 2025 بالقاهرة
التالى المركزي السعودي يرخص لـ "عون الرائدة" بمزاولة نشاط التمويل الاستهلاكي المصغر