اليوم تُحيي الكنيسة ذكرى تكريس كنيسة الشهيد الأنبا صرابامون أسقف نيقيوس (28 بؤونة)، والذي يُوافق الخامس من يوليو عام 2025. يحتفل المؤمنون بهذا اليوم بتكريم ذكرى الأسقف الشهيد الذي ترك إرثًا روحيًا عظيمًا.

تكريس كنيسة الأنبا صرابامون الشهيد
تروي سيرته أحداثًا تبدأ من ولادته في أورشليم لعائلة يهودية من سبط يهوذا، حيث كان اسمه في البداية سمعان نسبةً لجده. بعد وفاة والده، أظهر سمعان رغبة قوية في اعتناق المسيحية. إذ ظهر له ملاك الرب ووجّهه نحو الأنبا يوحنا أسقف أورشليم، الذي شرح له سرّ تجسد السيد المسيح، ولكنه لم يعمده خوفًا من اضطهاد اليهود.
ظهرت السيدة العذراء مريم لسمعان وأرشدته إلى الذهاب للإسكندرية لمقابلة القديس ثاؤنا، البابا السادس عشر. هناك، عمّده البابا وأطلق عليه اسم “صرابامون”، والذي يعني “المولود في إيمان آبائه”. ومنذ ذلك الحين، انكب على دراسة الكتاب المقدس والتأمل في آلام السيد المسيح، وبتوجيه ودعم البابا ثاؤنا وتلميذه الشماس بطرس، نمت معرفته الروحية بشكل عجيب.

الشهيد الأنبا صرابامون أسقف نيقيوس
انتقل صرابامون لاحقًا إلى دير الزجاج، حيث أحب حياة العزلة والتأمل. خلال فترة قصيرة، حفظ العهد الجديد بجانب العهد القديم، بالإضافة إلى تعاليم وآباء الكنيسة مثل القديس أغناطيوس وبوليكربس. بعد نياحة البابا ثاؤنا، دعاه البابا بطرس الأول للمساهمة في أعمال البطريركية، إلا أن شغفه للعزلة أعاده إلى الدير.
عندما خلا كرسي نيقيوس بعد وفاة أسقفها، اختير صرابامون لتولي المسؤولية. أظهر خلال فترة أسقفيته قدرة كبيرة في القضاء على عبادة الأوثان ومقاومة البدع مثل التعليم السابيلياني وآريوس وميلاتيوس. كما كانت له العديد من الآيات والمعجزات التي أشبهت أعمال الرسل، حيث كان يشفي المرضى ويخرج الأرواح الشريرة بمجرد الصلاة.

عندما بدأ دقلديانوس يثير اضطهادًا ضد المؤمنين، تم القبض على صرابامون ونُقل إلى الإسكندرية، حيث تعرض للتعذيب. ومع كل ذلك، ظل ثابتًا في إيمانه. أثناء انتقاله لتعذيبه ونيل الشهادة في نقيوس، توقف المركب حيث ألقى بكلماته النبوية إلى الوالي إريانا، والذي قبِل لاحقًا الإيمان ونال إكليل الشهادة.
في نهاية المطاف، قُطع رأس القديس قرب نقيوس، وحُفظ جسده بكرامة في الكنيسة. يُشار إليه كرمز للإيمان والشجاعة الروحية، ويُصلى لمائدته “أيها القديس صرابامون، يا أيها المجاهد الشجاع، من يقدر أن يصف علو فضائلك وأمانتك!”.