في خطوة تاريخية ترمز لبداية مرحلة جديدة أعلنت السلطات السورية عن إطلاق شعار سوريا الجديد والمتمثل في عقاب ذهبي تم إدخال تعديلات جوهرية عليه ليعبر عن رؤية “سوريا واحدة موحدة” وقد أثار هذا الإعلان تفاعلًا واسعًا وتكهنات بين منتقد يرى فيه اقتباسًا من شعارات أخرى ومؤيد يؤكد على جذوره الضاربة في عمق التاريخ السوري.
إعلان شعار سوريا الجديد
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال حفل إطلاق الهوية البصرية أن الشعار الجديد هو عنوان لهوية سوريا وأبنائها في مرحلتها التاريخية الجديدة واصفًا إياه بأنه هوية تستمد سماتها من القوة والعزم والسرعة والإتقان والابتكار كما يرمز الشعار بتصميمه إلى التصميم والعزيمة ويعبر عن دولة لا تقبل التجزئة أو التقسيم.
جذور تاريخية تمتد من الفتح الإسلامي إلى الجمهورية الأولى
خلافًا لما أثاره البعض حول اقتباس الرمز أكدت المصادر الرسمية أن الشعار الجديد ليس وليد اللحظة بل هو امتداد لتاريخ عريق فلفظ العقاب كان حاضرًا في تاريخ المنطقة منذ فتح الصحابي الجليل خالد بن الوليد للشام في معركة “ثنية العقاب” كما أنه يمثل امتدادًا للشعار الذي خطه المصمم والفنان التشكيلي خالد العسلي ليكون شعارًا للجمهورية السورية في عام 1945 مما يؤكد على أصالة الرمز وارتباطه بالهوية الوطنية.
تفكيك دلالات العقاب الذهبي من الأجنحة إلى الذيل
يحمل الشعار الجديد في طياته رموزًا عميقة حيث تعلو العقاب الذي يمثل الدولة ثلاث نجوم تمثل العلم شكلًا والشعب مضمونًا وقد تم تحريرها من الترس الذي كانت بداخله في دلالة على تمكين الشعب أما ذيل العقاب فيحتوي على خمس ريش ترمز كل منها إلى منطقة جغرافية كبرى الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية والوسطى في تأكيد على وحدة التراب السوري أما الجناحان فهما في حالة اتزان تام لا هجوم ولا دفاع.
عقد وطني جديد يربط الأرض بالشعب
يتكون كل جناح من أجنحة العقاب من سبع ريش ليكون المجموع أربع عشرة ريشة تمثل محافظات سوريا مجتمعة في توزيع رمزي يؤكد أهمية كل محافظة ودورها المحوري في استقرار الدولة ووحدتها وبهذا التصميم المتناظر يتحول الشعار إلى عقد سياسي بصري يربط بشكل وثيق بين وحدة الأرض ووحدة القرار ويعكس علاقة جديدة بين مكونات الدولة.
