قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن يوم الثالث من يوليو 2013 يعد لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث، إذ مثّل اتفاقا جمعيا بين المصريين على ضرورة التغيير واسترداد الدولة من قبضة جماعة محدودة الأفق، كانت تسعى إلى فرض مشروعها الأيديولوجي الضيق تحت مسمى "مشروع النهضة"، دون أي رؤية حقيقية لإدارة شؤون البلاد.
وقال فهمي في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "هذا اليوم التاريخي هو يوم الاتفاق الجمعي بين مجموعة وعموم المصريين على التغيير، واسترداد حكم مصر من جماعة محدودة الأفق لم يكن لديها رؤية ولم يكن لديها مقاربة لإدارة الأوضاع في البلاد، وكان لديهم مشروعهم الوهمي عرض باسم مشروع النهضة، وكان مخططًا للتمكين، فكرة التمكين لدى هذه الجماعة الإرهابية، والعمل على بناء فكر فصائلي، فكر قائم على فكرة المغالبة لا المشاركة".
وأضاف: "كان هناك اتفاق بين القوى السياسية على ضرورة مشاركة الجميع في حكم مصر، وبطبيعة الحال كانت الأحزاب والقوى السياسية حاضرة، لكن خدعت من قبل هذه الجماعة المحدودة ومحدودة الأفق".
وتابع: "هذا اليوم التاريخي هو استرداد حكم مصر، المصريين لجماعة ظنت أن مصر دولة ممر لدولة خلافة، والخلافة الكبرى التي كانوا يتحدثون عنها حيث لا حدود ولا تخوم، بمعنى أن يكون هناك تحركات، وأنه مصر الدولة الوطنية بحدودها الوطنية التي حاولت هذه الجماعة العبث بمقدراتها، بحدودها، بقرارها السياسي".
وأكمل: "هذا اليوم التاريخي مرتبط بأمرين الأمر الأول وهو الخطاب التجميعي، هو خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقتها، والدعوات الكريمة التي وجهتها القوات المسلحة أكثر من مرة لجماعة الإخوان وللقوى السياسية لضرورة الاتفاق على هدف واحد، والانتقال تدريجيًا إلى الاستقرار في مصر".
وواصل: "أعتقد أن هذه كانت رسالة مهمة، رسالة أولى، ثم الرسالة الثانية، ثم حدث الحدث نفسه في الثلاثة يوليو الإشارة هنا إلى أنه لم يكن هناك إقصاء لأحد، ربما لا يعلم كثيرون حتى حزبهم لم يقص، بل كانت هناك دعوة كريمة من الفريق أول وقتها الفريق عبد الفتاح السيسي، القوات المسلحة، لمشاركة الجميع، بما فيها حزب هذه الجماعة، بمعنى إتاحة الفرصة للجميع لكن هم اختاروا بطبيعة الحال الانحياز إلى فكر الإرهاب والتطرف، وكان ما كان، لابد للقوات المسلحة أن تقوم بدورها الوطني، وهذا هو يعني لحماية الشعب منهم ومن شرورهم".