تسعى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى تعميم “خلايا اليقظة” بجميع مؤسسات التعليم الثانوي والإعدادي بهدف رصد ومواكبة التلاميذ المهددين بالانقطاع عن الدراسة، لكن أولياء الأمور يريدون التفعيل على أرض الواقع.
وقالت الوزارة، في مراسلة وجهتها إلى مديريها الجهويين والإقليميين، إن هذه الخلايا ستساهم في الحد من نسب الهدر المدرسي، وتوفير نظام معلوماتي عبر منظومة “مسار” لرصد وتتبع التلاميذ المهددين بالانقطاع عن الدراسة.
كما تسعى المبادرة المذكورة إلى إعداد وتطوير خطط عمل فردية لكل تلميذ مهدد بالانقطاع عن الدراسة، والمواكبة الشخصية، وتحديد نوعية الدعم الذي يحتاجه، مع إمكانية اقتراح إعادة التوجيه إلى مسارات ملائمة.
ووفق المصدر ذاته “سيتم توفير المختص الاجتماعي، لمواكبة شخصية في الجانب الاجتماعي، والمساعدة النفسية للتلميذات والتلاميذ المهددين بالانقطاع عن الدراسة، بشكل تعاقدي من أجل التحسيس والإرشاد والتحفيز وتتبع الإنجاز لخطط العمل الفردية”.
وفي ما يهم منسقي مادة التربية البدنية وضعت الوزارة لهم مهمة العمل على إدماج التلاميذ في أنشطة رياضية ملائمة لتحفيزهم على تجاوز الصعوبات المتعلقة بالمواظبة والسلوك.
وقال نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، إن “كل إستراتيجيات محاربة الهدر المدرسي تحتاج إلى التفعيل”.
وأضاف عكوري لهسبريس أن “منهجية المشروع الشخصي للتلميذ أبرز مثال على غياب التفعيل على أرض الواقع”، وتابع: “يعود الأمر بشكل واضح إلى غياب النية لدى الفاعلين المعنيين بهذه المنهجيات التي يرونها مجرد أعمال إضافية خارج دوامهم اليومي”.
ولفت رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب إلى أن مشكل الهدر المدرسي في جيل المدرسة الحالية مرتبط أساسا بالظروف المعيشية للأسرة، ومن جهة أخرى المستوى الدراسي الضعيف على مستوى التعلمات.
ويرى المتحدث أن الفاعلين في المدرسة المغربية “لهم المؤهلات والقدرات على معالجة هذه المشاكل”.
وضمن المراسلة سالفة الذكر تدخل السلطات المحلية كشريك في هذه الخلايا كأطراف خارجية، يتم اللجوء إليها للتدخل في “حال وجود ضغط من الأولياء على التلاميذ لمغادرة حجرات الدراسة”.