تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اتصالًا هاتفيًا من السيد شهباز شريف، رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، وذلك للتهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وقد أعرب الرئيس السيسي عن خالص شكره وتقديره لرئيس الوزراء الباكستاني على هذه اللفتة الطيبة، متمنيًا لحكومة وشعب باكستان الشقيق دوام التقدم والاستقرار.
تأكيد على عمق العلاقات الثنائية
وخلال الاتصال، شدد الرئيس السيسي على حرص مصر الدائم على تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، مشيرًا إلى الروابط التاريخية التي تجمع بين القاهرة وإسلام آباد.
من جانبه، عبّر شهباز شريف عن تقديره الكبير لمكانة مصر ودورها المحوري في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا تطلعه لتوسيع مجالات الشراكة بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
تنسيق مشترك في القضايا الإقليمية والدولية
كما اتفق الجانبان على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين مصر وباكستان تجاه القضايا الإقليمية والدولية، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة والعالم.
وأكد الرئيسان أن العمل المشترك والتواصل المستمر بين البلدين يسهم في دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، سواء على المستوى الثنائي أو في الإطار الأوسع للتعاون بين دول الجنوب.
مصر وباكستان.. شراكة تاريخية تتجدد في الحاضر وتخطو نحو مستقبل تنموي مشترك
ترتبط مصر وباكستان بعلاقات وثيقة تُعد نموذجًا للتعاون المتكامل بين دولتين من العالم الإسلامي، يشمل مجالات السياسة والاقتصاد والدبلوماسية والدفاع، إلى جانب التنسيق المتواصل في المحافل الدولية. وقد أسهم التوافق الكبير بين البلدين في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية والدول النامية، خصوصًا في ظل تحديات إقليمية ودولية متزايدة.
يُذكر أن مصر كانت أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف سفارة باكستان عقب استقلالها عام 1947، حيث تم تعيين أول سفير باكستاني بالقاهرة في 30 يونيو 1948، ما يعكس عمق ومتانة العلاقات بين البلدين.
مشاركة مصرية في منتدى القيادة والاستقرار بإسلام آباد
في إطار التعاون الثنائي، شارك وفد من مؤسسة "الأهرام" في ورشة العمل الدولية الخامسة للقيادة والاستقرار، التي نظمها معهد الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتحليل بجامعة الدفاع الوطني في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، بمشاركة ممثلين من 46 دولة حول العالم، من بينهم دبلوماسيون، برلمانيون، قادة فكر، ووسائل إعلام دولية.
تناولت الورشة أهم التطورات الإقليمية والدولية، وقدمت منصة للحوار حول دور باكستان في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز الاستقرار والتنمية، كما أتاحت للمشاركين من مصر فرصة عرض وجهة نظر القاهرة في العديد من الملفات الدولية، خاصة القضايا المتعلقة بالسلام، والأمن، ومكافحة التطرف.
تقدير رئاسي للعلاقات الثنائية ودعم مشترك للقضية الفلسطينية
أعرب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري خلال استقباله المشاركين في قصر «إيوان الصدر»، عن عمق العلاقات بين باكستان ومصر، مشيرًا إلى التنسيق المستمر بين البلدين في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لا سيما في إرسال المعونات الإنسانية لقطاع غزة، بالتعاون مع مصر عبر معبر رفح.
كما شدد الرئيس زرداري على ضرورة التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، التضليل الإعلامي، والفقر، مؤكدًا أن باكستان تُمثّل بوابةً اقتصادية حيوية لدول آسيا الوسطى، وداعيًا إلى بناء شراكات عالمية حقيقية من أجل تنمية شاملة ومستدامة.
دعم اقتصادي متبادل وفرص استثمارية واعدة
من جانبه، أعرب وزير الدولة الباكستاني للمالية والإيرادات والطاقة، علي برويز مالك، عن شكر بلاده لمصر على دورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية ومساعدة العالم الإسلامي، مؤكدًا أن مصر تُعد بوابة رئيسية للتجارة والاستثمار في إفريقيا والشرق الأوسط.
وأشار إلى وجود فرص كبيرة لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، من خلال مشروعات استثمارية مشتركة، وبيئة اقتصادية داعمة في باكستان، تتميز بموارد طبيعية هائلة، ويد عاملة ماهرة، وموقع جغرافي استراتيجي، يجعل منها سوقًا واعدًا للمستثمرين المصريين.