أخبار عاجلة
جومانا مراد تدخل سباق رمضان 2026 بـ "خلايا رمادية" -

ما العوامل الداعمة لقوة اليوان الصيني؟

ما العوامل الداعمة لقوة اليوان الصيني؟
ما العوامل الداعمة لقوة اليوان الصيني؟

01:11 م - الأحد 7 سبتمبر 2025

 

الزراعي سبتمبر

يتحرك اليوان الصيني في مسار صاعد يعكس ديناميكيات جديدة في الأسواق العالمية، ويطرح تساؤلات حول توازن القوى الاقتصادية بين بكين وواشنطن. هذا الصعود لا يرتبط فقط بعوامل سعر الصرف، بل يتجاوزها ليحمل رسائل سياسية واقتصادية ذات أبعاد جيوسياسية واضحة.

دور الدولار في المشهد

جاء تحسن اليوان في وقت يتعرض فيه الدولار الأميركي لضغوط متزايدة، نتيجة توقعات بتيسير السياسة النقدية في الولايات المتحدة وتنامي المخاوف من ارتفاع الدين العام الذي تجاوز 36 تريليون دولار. هذه المعطيات أضعفت جاذبية الدولار، خاصة مع ترجيحات قوية بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في سبتمبر 2025، وهو ما انعكس في تراجع مؤشر الدولار من 109 نقاط مطلع العام إلى نحو 97–98 نقطة.

مرتكزات الاقتصاد الصيني

على الجانب الآخر، قدمت الصين صورة مغايرة تقوم على صلابة أسسها الاقتصادية وتنوع شراكاتها التجارية. فقد سجلت الصادرات الصينية خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 نموًا بلغ 6.1%، مدعومة بزيادة التعاملات مع الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وأفريقيا، وهو ما ساعدها على تعويض تراجع الصادرات إلى السوق الأميركية. هذه المرونة عززت ثقة الأسواق في قدرة الاقتصاد الصيني على مواجهة التحديات.

إلى جانب ذلك، واصلت الصين الاستثمار في الابتكار والتنمية عالية الجودة، ما ساهم في استقرار الأداء الاقتصادي ودعم الثقة بالعملة المحلية. كما استفاد اليوان من تعافي أسواق رأس المال المحلية وزيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن السياسات النقدية الداعمة للبنك المركزي الصيني، الذي رفع سعر الصرف المرجعي بنسبة 0.64% في أغسطس، مرسلاً رسالة إيجابية للأسواق.

البعد السياسي والجيوسياسي

يرى محللون أن قوة اليوان تحمل أيضًا بعدًا تفاوضيًا في علاقات بكين مع واشنطن، خصوصًا بعد أن كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد وصفت الصين بـ"المتلاعبة بالعملة". الرسالة الصينية اليوم واضحة: بكين لا تنوي خفض قيمة عملتها، بل تسعى لإظهار التزامها بالاستقرار النقدي.

وفي الوقت ذاته، فإن سياسات ترامب القائمة على "الحروب التجارية" فرضت حالة من عدم الاستقرار على الدولار، بينما تبنت الصين نهجًا يقوم على الانفتاح وتوسيع الشراكات الاستثمارية، ما عزز مكانة اليوان عالميًا.

صناديق التحوط ورهانات المستقبل

من جانب آخر، تكثف صناديق التحوط رهاناتها على استمرار صعود اليوان عبر عقود الخيارات، حيث يستهدف بعض المستثمرين مستويات أقوى تصل إلى 7 يوانات مقابل الدولار بنهاية العام. هذا التوجه يعكس الثقة المتزايدة في السياسة الاقتصادية الصينية والتوقعات بانخفاض الفائدة الأميركية.

عوامل إضافية داعمة

  • تقليص الصين لحيازاتها من السندات الأميركية، ما يضعف من جاذبية الدولار.
  • تعزيز الاستثمار في الذهب كأصل احتياطي استراتيجي يدعم قوة العملة الصينية.
  • سياسات تحفيزية لتحويل القطاع العائلي إلى أكثر إنتاجية، بما يزيد من متانة الاقتصاد الوطني.

إن صعود اليوان ليس نتاج عامل منفرد، بل نتيجة لتداخل عناصر داخلية وخارجية: ضعف الدولار بفعل السياسة النقدية الأميركية وأعباء الدين العام، في مقابل قوة الاقتصاد الصيني وتنوع شراكاته واستراتيجياته الاستثمارية. وبالنظر إلى المستقبل، فإن استمرار الأداء المستقر للصين بالتوازي مع دورة تيسير نقدي أميركية قد يمنح اليوان مزيدًا من الزخم، ويجعله لاعبًا رئيسيًا في رسم معالم النظام المالي العالمي.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق البنك المركزي: تسوية 6.9 ملايين عملية عبر مقاصة الشيكات بـ2.945 تريليون جنيها خلال 8 أشهر
التالى سوق العمل الأميركي يواجه ضغوطًا قاسية رغم وعود ترامب