أكد نضال أبو زيد، الخبير العسكري أن فشل عملية "عربات جدعون" في قطاع غزة تكمن في أن جيش الاحتلال قاتل قتالًا تقليديًا بقوات تقليدية أمام مقاومة غير تقليدية، وهذا في العرف العسكري أمر غير جائز.
وقال أبو زيد في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "عندما أقول إنها لم تكن ناجحة، فإن ذلك مرتبط بالمؤشرات على الأرض؛ فعملية عربات جدعون استمرت ثلاثة أشهر، وخسر الاحتلال خلالها خمسةً وأربعين قتيلًا، وهي أكبر عملية تتكبد فيها قوات الاحتلال مثل هذه الخسائر".
وأضاف: "هناك عقدة لدى الاحتلال مرتبطة بالرقم ثلاثة؛ فعملية السيوف الحديدية استمرت ثلاثة أشهر، وخطة الجنرالات امتدت لثلاثة أشهر، وعربات جدعون أيضًا استمرت ثلاثة أشهر وهذا يعكس إخفاق الاحتلال فيما يعرف عسكريًا بخط التوقيت الزمني إذ يعجز عن تقدير موقف استخباراتي صحيح يحدد قدرات المقاومة وإمكاناتها، فيدخل في عمليات عسكرية خاسرة".
وتابع: "عملية عربات جدعون واحد صُممت على ثلاث مراحل، وحظيت بهالة إعلامية كبيرة، حيث دخل الاحتلال بمنطق المنتصر وبكتلة نارية ضخمة لكنه لم يتمكن من إنجاز المرحلة الأولى حتى ينتقل إلى الثانية، ولذلك فشلت العملية بأكملها".
وأكمل: "في الأعراف العسكرية، أي عملية عسكرية يجب أن تكون تنازلية لا تصاعدية، بمعنى أن تبدأ بكتلة نارية كبيرة وقوات كبيرة، ثم تحقق جزءًا من الأهداف، ثم يبدأ السحب التدريجي للقوات أما لدى الاحتلال، فجميع عملياته تصاعدية وليست تنازلية؛ يبدأ بخمس فرق ويستمر بخمس فرق، ما يؤدي إلى تسطح مستوى العمليات وتكبده خسائر كبيرة في صفوف قواته".
وأوضح: "هناك سببان رئيسيان لذلك الأول أن أغلب العمليات العسكرية لدى الاحتلال تدار بمعادلة سياسية لا عسكرية؛ أي أن السياسيين هم من يفرضون أهداف العملية وتفاصيلها، كما يحدث الآن في عملية عربات جدعون اثنين".
وذكر: "السبب الثاني أن تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية أمان، والموساد، والشاباك لا تنجح في تحديد القدرات الحقيقية للمقاومة، ما يؤدي إلى تقديرات موقف خاطئة، وبالتالي إخفاق متكرر وما يعزز ذلك أن الاحتلال عندما تحدث عن عربات جدعون واحد دخل بخمس فرق نظامية، والآن في عربات جدعون اثنين يدخل أيضًا بخمس فرق نظامية إذًا ما الذي اختلف؟ لم يتغير شيء سوى ارتفاع سقف الأهداف التي يفرضها المستوى السياسي".