تتطلّع بنغلاديش إلى إنجاز صفقة مع شركة أرامكو السعودية، تشتري بموجبها دكا الغاز المسال في اتفاق قصير، يمهد مستقبلًا لتوريد طويل الأجل.
وأكد مسؤول في شركة بتروبنغلا أن عملاقة الطاقة السعودية مهتمة بالتوصل إلى اتفاق مع بلاده، ضمن إستراتيجية عملاقة الطاقة السعودية لاقتحام السوق العالمية لتصدير الغاز المسال.
وسبق أن جمعت أرامكو السعودية والدولة الواقعة جنوب آسيا تعاملات خاصة بالسوق الفورية، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ويزداد الطلب على الغاز في بنغلاديش بوصفه وقودًا رئيسًا لقطاع الكهرباء، ما دفع الشركات المعنية في البلاد إلى محاولة تأمين شحنات باتفاقيات زمنية مختلفة مثلما حدث مع شركة قطر للطاقة وأوكيو العمانية.
اتفاق بنغلاديش وأرامكو السعودية
تتفاوض الحكومة البنغلاديشية مع شركة أرامكو السعودية، تمهيدًا لتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع الطاقة.
وقال رئيس شركة "بتروبنغلا" رضا نور الرحمن، إن الاتفاقيات المرتقبة مع الشركة السعودية ستتضمّن توريد الغاز المسال، وفق تصريحات نقلها عنه موقع إس بي غلوبال.
وكشف نور الرحمن عن أن وزارة القانون والعدل والشؤون البرلمانية تُجري حاليًا تدقيقًا في مسودة التفاهم الأولية للاتفاق، متوقعًا توقيع مذكرة التعاون الطاقي مع أرامكو في وقت قريب.
وتستهدف أرامكو التوصل إلى صفقة توريد قصير الأجل بصورة أولية، وقد تشمل التفاهمات الاتفاق حول توريد قصير أو طويل الأجل، في مواصلة لتعاون مسبق مع شركة أرامكو للتجارة بوصفها مورد غاز مسال فوري إلى بنغلاديش.
وكانت الشركة السعودية قد فازت في عطاءات تنافسية بتوريد شحنتَي غاز مسال إلى بنغلاديش، وسلمتهما بالفعل.
وحال التوصل لتفاهم حول اتفاق البيع والشراء المرتقب، فإن ذلك يعني انضمام شركة أرامكو السعودية بصورة رسمية إلى قائمة موردي الغاز المسال إلى دكا، ولن يقتصر التعاون على شراء الشحنات من السوق الفورية فقط.
الاتفاق العُماني ونظام التسعير
فتح تسلّم بنغلاديش شحنات غاز مسال من سلطنة عمان بموجب أول اتفاق توريد قصير الأجل لها، شهيتها على الإمدادات المنتظمة والمأمونة.
وأوضح رئيس شركة "بتروبنغلا" رضا نور الرحمن، أن بلاده تطمح إلى استيراد كميات مقاربة لشحنات شركة أوكيو للتجارة العمانية، التي بدأت تسلمها شهر أغسطس/آب الجاري.
وبموجب اتفاق قصير الأجل (يمتد لأقل من عام ونصف)، تستورد بنغلاديش 17 شحنة غاز مسال من "أوكيو العمانية للتجارة"، بمعدل شحنة واحدة شهريًا.
وبدأ التوريد من الشهر الجاري، ويمتد حتى نهاية العام المقبل 2026، ما يمثّل أول اتفاق شراء للدولة الآسيوية بعقد تسعير قائم على مؤشر اليابان وكوريا (JKM) لتسليمات الغاز المسال المعتمد في شمال شرق آسيا.
وتدفع بنغلاديش 15 سنتًا إضافية فوق سعر مؤشر "جيه كيه إم" مقابل كل وحدة حرارية بريطانية، في الاتفاق مع الشركة العمانية.
وتأمل "بتروبنغلا" في حسم الاتفاق مع شركة أرامكو السعودية بعقد تسعير مشابه للاتفاق العُماني.
الغاز في بنغلاديش
تسعى شركة "بتروبنغلا" إلى تأمين موارد تُغطّي احتياجات بنغلاديش من الغاز، خاصة في أوقات الذروة مثل فصل الصيف وشهر رمضان.
وقد يتيح الاتفاق المرتقب مع أرامكو السعودية، والعقد القائم مع أوكيو للتجارة، تأمين إمدادات قصيرة الأجل تضمن استقرار الموارد وتقليص الاعتماد على السوق الفورية.
وبجانب العقد قصير الأجل المرتقب مع الشركة السعودية، والعقد المماثل الذي بدأت أوكيو العمانية للتجارة تنفيذه، أمّنت بنغلاديش اتفاقات أخرى طويلة الأجل.
ويشمل ذلك اتفاقًا مع شركة قطر للطاقة، وآخر مع شركة أوكيو العمانية للتجارة، لكن تسعير الاتفاقَيْن طويلَي الأجل ارتبط بخام برنت، وليس مؤشر "جيه كيه إم" الياباني الكوري.
ويبدو أن "بتروبنغلا" تفضّل العقود قصيرة الأجل، لتمتعها بقدر أكبر من المرونة والتنافسية في التسعير والتكلفة، وتمهد لاتفاقيات طويلة الأجل في مراحل مستقبلية.
ويتراوح متوسط الطلب البنغالي على الغاز المسال بين 3 و4 شحنات فورية شهريًا، لكن "بتروبنغلا" تستهدف شراء 52 شحنة العام الجاري في رقم قياسي سنوي هو الأعلى حتى الآن.
وتراجع معدل استهلاك الغاز للأغراض الصناعية ومحطات الكهرباء، في ظل عجز يزيد على مليار قدم مكعبة يوميًا بين الموارد المتاحة (المحلية والمستوردة) والطلب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
