قلل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى غرب آسيا ستيف ويتكوف الآمال في تحقيق تقدم ملموس محتمل في المحادثات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن قبل الجولة الرابعة من المناقشات، حيث قال لوكالة أنباء أميركية إن إيران يجب أن "تفكك" منشآت تخصيب اليورانيوم وترسل المواد "بعيدا".
وقد أثارت هذه التصريحات صدمة لدى المراقبين الذين بدأوا يعتقدون أن ترامب قد يكون جادًا بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران بعد أن أعلن عن الاتفاق الأصلي في عام 2018، حيث جاءت مشاركة إدارته في المفاوضات بعد أن أعلنت طهران بوضوح أنها لن تفكك منشآتها النووية أبدًا أو توقف تخصيب اليورانيوم، وهو الموقف الذي حافظت عليه باستمرار على مدى العقود القليلة الماضية.
وفي مقابلة حظيت باهتمام عالمي كبير، قال ويتكوف إن برنامج التخصيب "لا يمكن أن يوجد في دولة إيران مرة أخرى على الإطلاق"، وتابع "هذا خطنا الأحمر. لا تخصيب. هذا يعني التفكيك، يعني عدم التسلح، ويعني تفكيك منشآت التخصيب الثلاث في نطنز وفوردو وأصفهان".
وأضاف ويتكوف أنه يعتقد أن الإيرانيين "ليس لديهم خيار" سوى قبول موقف ترامب الرافض للتخصيب. "من الواضح أنهم يستطيعون الرفض، ويمكنهم اختبار الرئيس ترامب، لكنني أعتقد أن هذا سيكون تصرفًا غير حكيم".
ويحاول الأمريكيون تصوير قرار إيران الدخول في مفاوضات كنتيجة مباشرة للتهديدات اللاذعة التي وُجهت إليها خلال الأشهر الماضية.
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، صرّح ترامب مرارًا بأنه سيقصف إيران إذا لم توافق على توقيع اتفاق نووي جديد بشروطه.
وكما كشفت صحيفة طهران تايمز سابقًا، وافقت طهران على الدخول في محادثات بعد أن صرّح ترامب في رسالة إلى مرشد الثورة الإسلامية، آية الله السيد علي خامنئي، في مارس الماضي، بأنه سيحترم الخطوط الحمراء لإيران إذا ما جلست على طاولة المفاوضات.
وبغض النظر عن أنها لن تُفكّك برنامجها النووي أبدًا، فقد أكدت إيران على مر السنين أنها لن تُفكّر في الحد من قدراتها العسكرية أو تغيير سياستها الخارجية.
وكان آية الله خامنئي قد صرح قبل بدء المحادثات بوساطة عمانية في أبريل الماضي أنه لا يثق في صدق الجانب الأميركي، مشيرا إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وعدم التزام سلفه باراك أوباما بالاتفاق الذي وقعه هو نفسه في عام 2015.
وصرح مصدر مطلع لصحيفة طهران تايمز أن إيران اشتبهت منذ البداية في أن رسالة إدارة ترامب كانت مجرد خطوة تهدف إلى استدراجها إلى المفاوضات، وبالتالي قد تُبرر تصعيد الضغط والعدوان المحتمل.
وأضاف المصدر أن تصريحات ويتكوف الأخيرة عززت هذا الشكوك. في المقابل، أكد مصدر ثانٍ أن إيران مستعدة لجميع السيناريوهات.
عُقدت حتى الآن محادثات نووية غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط وروما، أيام 12 و19 و26 أبريل، ووصفها الجانبان بأنها "إيجابية" و"تحرز تقدمًا".
وكان من المقرر عقد جولة رابعة في مسقط في 3 مايو، لكنها أُجّلت، ثم عُقدت لاحقًا في 11 مايو.