الاحد 11 مايو 2025 | 02:53 مساءً

الأزمة بين باكستان والهند
في تحرك فوري وجاد يعكس حجم القلق من تحول الصراع العسكري بين الهند وباكستان الى حرب نووية شاملة تهدد الأمن العالمي بأكمله, تدخلت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لاحتواء التصعيد العسكري الأخير غير المسبوق بين الجارتين النوويتين، والذي تفجّر عقب هجوم مسلح أودى بحياة 26 شخصا، معظمهم من السياح الهندوس، في إقليم كشمير المتنازع عليه.
بداية الأزمة
ووقع هجوم كشمير في 22 أبريل الماضي على يد جماعة باكستانية مسلحة تدعى "جبهة المقاومة" مشعلا فتيل أزمة حادة بين البلدين، حيث اتهمت نيودلهي جماعة "لشكر طيبة" المدعومة من إسلام آباد بالمسؤولية عنه، قبل أن تبادر بشن غارات جوية داخل الأراضي الباكستانية استهدفت مناطق مدنية ومساجد وصفتها بـ"معسكرات إرهابية". وأسفرت تلك الهجمات عن مصرع 20 شخصا على الأقل واصابة العشرات.
القوات الباكستانية تسقط مسيرات ومقاتلات هندية
في المقابل ردّت باكستان بهجمات غير مسبوقة استخدمت فيها مئات الطائرات المسيّرة حيث أغارات على مواقع عسكرية عديدة في عمق الأراضي الهندية، وأسقطا 5 طائرات مقاتلة للهند من بينها الرافال الفرنسية وسوخوي الروسية, حيث وقعت مواجهات جوية مباشرة بين مقاتلات الطرفين.
الدور الأمريكي من التحفظ الى التدخل
ورغم تصاعد حدة الإشتباك واقتراب المنطقة من شفا مواجهة شاملة، بدا الموقف الأمريكي في البداية متحفظا بشكل واضح, إذ صرّح "جي دي فانس" نائب الرئيس الأمريكي بأن النزاع "ليس من شأن الولايات المتحدة"، مكتفيا بالدعوة إلى التهدئة, لكن الأوضاع تغيرت بسرعة عقب تعرض قاعدة "نور خان" الجوية الباكستانية القريبة من اسلام آباد لضربات صاروخية، ما أثار المخاوف من امتداد الضربات إلى منشآت نووية أو قيادات عسكرية حساسة.
تضرر المنازل في باكستان إثر قصف الهند المتعمد للمدنيين
وسرعان ما أعاد البيت الأبيض تقييم موقفه بشأن الصراع بعد تلك التطورات، إذ باشرت الإدارة الأمريكية، عبر وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي "ماركو روبيو" و "فانس" نائب الرئيس الأمريكي، سلسلة اتصالات رفيعة مع قيادات البلدين, وتحدث "فانس" مباشرة مع رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي"، بينما أجرى "روبيو" اتصالا مع قائد الجيش الباكستاني عاصم منير ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار ووزير الخارجية الهندي س. جايشانكار.
هدنة مفاجئة
وبعد أربعة أيام من الضربات الصاروخية المتبادلة والإشتباك بالمقاتلات والمسيرات بين البلدين أعلن "ترامب" عبر منصة "X"، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن واشنطن قامت بوساطة مباشرة. وقد رحبت باكستان بالاتفاق وأشادت بالدور الأمريكي، في حين امتنعت الهند عن الاعتراف بأي تدخل خارجي، وأصرت على أن الاتفاق جاء نتيجة مفاوضات ثنائية.
وجاء إعلان الهدنة المفاجئة بعد تصعيد عسكري وٌصف بأنه الأخطر منذ عقود، خاصة مع دخول الطائرات المسيّرة بقوة في ساحة المواجهات، وتبادل الطرفين استهداف قواعد جوية حساسة, فيما تحدثت مصادر استخباراتية باكستانية عن محاولات هندية لاستدراج إسلام آباد لاستخدام مقاتلات "إف-16" الأمريكية الصنع، في خطوة قد تمنح نيودلهي ذريعة لتصعيد إضافي. وفقا لوكالة أنباء رويترز البريطانية
ورغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الدولتين، تواصلت الإشتباكات المتقطعة على جانبي الحدود في اقليم كشمير المتنازع عليه، حيث أفادت تقارير بوقوع خروقات من الجانبين.
القوات الباكستانية تسقط مسيرات هندية اسرائيلية الصنع
سياسات الهند المتطرفة
فيما تأتي تلك التوترات بين البلدين في وقت تسود أجواء سياسية محتقنة في الهند، ودعم شعبي واسع لسياسة رئيس وزراءها "مودي" المتطرفة تجاه باكستان التي حذرت من تعرضها لاستفزازات متعمدة، إذ دعت إلى الاحتكام للإتفاقات الدولية، سيما ما يتعلق بمعاهدة تقاسم المياه التي تشكل شريانا حيويا لاقتصادها.
ورغم ما أبداه مراقبون من تفاؤل حذر حول سلوك الجارتين النووتين، خاصة مع اقتصار الضربات على أهداف عسكرية وغياب الضربات الإستراتيجية الكبرى، فإن الوضع لازال هشا وقابلا للانفجار في أية لحظة، في ظل استمرار الحرب الإعلامية وتبادل الاتهامات، وتصاعد النزعة القوميـة في البلدين، ما يثير القلق من عـودة التوتر في حال فشل المساعي الدولية والأمريكية بشكل خاص لبدء حوار جاد ومستدام.




اقرأ ايضا