أزمة منطقة الأهرامات.. "أوراسكوم" تُحذر و"الآثار" تتوعد (القصة كاملة)

تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر قطع العديد من الخيالة والهجانة الطريق أمام حركة الزائرين والسياح والحافلات السياحية، في اليوم الأول من الافتتاح التجريبي لـ مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة.

وافتتح، الثلاثاء، تجريبيًا مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة ليرى النور لأول مرة، مانحًا الزائرين تجربة سياحية غير مسبوقة، تبدأ من البوابة الجديدة على طريق الفيوم، وتمتد عبر محطات مبهرة تشمل البانوراما، وأبوالهول، وغيرها بما تشمله من أمور لوجستية وخدمية وترفيهية متكاملة.

“أوراسكوم”: المحافظة غيّرت المسار المتفق عليه.. وحدث ما كنا نخشاه

من جانبها، أصدرت شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية - المسؤولة عن مشروع التطوير-، بيانًا توضحيًا بشأن ما جرى خلال اليوم الأول من التشغيل التجريبي للمنظومة الجديدة لزيارة هضبة الأهرامات بالجيزة.

وقالت الشركة، إنه في يوم التشغيل التجريبي الأول للمنظومة الجديدة لزيارة هضبة أهرامات الجيزة، وتحديدًا في الفترة من الساعة السابعة صباحًا وحتى الحادية عشرة صباحًا، صارت الأمور بشكل منظم وناجح، خاصة مع كونه أول يوم لبداية التشغيل التجريبي، في الوقت الذي سجل عدد الزائرين رقمًا غير مسبوق بلغ 13،800 زائر.

وأوضحت شركة "أوراسكوم بيراميدز"، أنها وفرت أكثر من 45 أتوبيسًا لنقل الزوار، تعمل بانتظام كل ثلاث دقائق، وهو معدل أعلى من التوقيت الأصلي المتفق عليه (خمس دقائق بين كل أتوبيس وآخر)، وأثبتت هذه المنظومة قدرتها على تقديم تجربة تنقل سلسة ومريحة ومنظمة للزائرين.

وأضافت أن "المشروع يرتكز في الأساس على نقل أصحاب الدواب إلى منطقة التريض، بتكليف من الدولة، بتطويرها وتأهيلها ضمن المنظومة كإحدى المحطات السبع، بهدف تنظيم تجربة ركوب الجمال والخيول للراغبين من الزوار، دون الإخلال بحركة النقل الرئيسية داخل المنطقة الأثرية".

وتابعت: "لكن، وبشكل مفاجئ ونزولًا على ضغط ورغبة أصحاب الدواب تلقت الشركة بالأمس تعليمات من المحافظة تقضي بتغيير المسار المتفق عليه منذ بداية المشروع، واقتراح حل مؤقت لاستخدام نفس المسارات القديمة مع عدم استخدام طريق الأسفلت".

وأكدت الشركة أنه "رغم تحذيراتها المتكررة من أن هذا التعديل قد يؤدي إلى خلل في التشغيل حال عدم الالتزام، فقد حدث ما كنا نخشاه.. ففي حدود الساعة الحادية عشر ظهرًا، حدث قطع للطريق من قِبل عدد من أصحاب الدواب ودون تدخل حاسم من الجهات الأمنية، مما أدي إلى تكرار ذلك في أكثر من موقع، وبالتالي توقف حركة الأتوبيسات وتعطيل كامل للمنظومة".

ولفتت إلى أنه جرى "التعدي علي موظفي الشركة بالسب والقذف ومحاولة تكسير السيارات الخاصة بنقل موظفي الشركة داخل هضبة أهرامات الجيزة".

وأكدت شركة "أوراسكوم بيراميدز" أنها بدأت مع وزارة السياحة والآثار، والمجلس الأعلى للآثار، التشغيل التجريبي عازمين على استغلال هذه الفترة لتحديد أي مشاكل والاستماع لكل الآراء البناءة من شركاء التجربة السياحية وإيجاد حلول عملية وجيدة لمعالجتها بهدف الوصول إلى أفضل تجربة للسائحين والزائرين.

وفي هذا السياق، خلال الاجتماع الذي عقد مع شركات السياحة بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل، قدمت الشركة اقتراحًا بناءً على تعبير بعض شركات السياحة عن رغبتهم في القدرة على التحرك بحافلاتهم الخاصة داخل الهضبة، بأن تقوم شركات السياحة الراغبة بذلك بالحصول على حافلات كهربائية ويسمح لها استخدامها داخل الهضبة لنقل الأفواج السياحية الخاصة بها.

ولاقى هذا الاقتراح استحسان جميع الحاضرين، ونعتزم مواصلة المناقشات للوصول إلى حل يمكن تنفيذه يكون مرضيًا لجميع الأطراف مع الالتزام برؤية المشروع لنقل التجربة لمنظومة حضارية وصديقة للبيئة، بحسب بيان الشركة.

وأضاف البيان: "لكن هذا التعطيل الذي شهده الزوار والعاملون على حدٍ سواء اليوم والذي من شأنه أن ينعكس بشكل سلبي للغاية على صورة مصر وسمعتها، جاء نتيجة مباشرة لعدم تنفيذ الخطة المعتمدة من قبل الجهات المعنية وتغييرها وإخطار الشركة بذلك قبل بدء التشغيل بأقل من 24 ساعة، وعدم اتخاذ قرارات تنفيذية حاسمة تحفظ سير المشروع وتنظّم العلاقة بين الأطراف المختلفة".

وحذرت شركة أوراسكوم بيراميدز من أن "استمرار هذا النهج سيؤدي حتمًا إلى إفشال المشروع، وتقويض كل الجهود التي بذلتها الدولة والقطاع الخاص لإعادة تقديم أحد أعظم مواقع التراث العالمي بصورة حضارية وآمنة تليق بمكانة مصر".

"الأعلى الآثار" يتوعد الخيالة: سنمنعهم لو تكرر الأمر

فيما أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن التشغيل التجريبي لبوابات دخول الأهرامات من طريق الفيوم لرصد الإيجابيات والسلبيات.

وأوضح خلال مداخلة هاتفية في برنامج "على مسئوليتي"، أن منطقة ركن السيارات تتسع لـ 1200 سيارة، وقد تمت أعمال التوسعة بأفضل شكل ممكن لضمان استيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين.

وأضاف أن الوزارة كانت حريصة على متابعة التشغيل أولًا بأول لتلافي أي مشكلات أو معوقات، مشيرًا إلى أن اليوم الأول شهد انتظامًا ملحوظًا في سير العمل داخل المنطقة.

وكشف خالد أن عدد الزوار أمس وصل إلى 12 ألف زائر، وهو رقم غير متوقع مقارنة بالسابق، حيث كان العدد يقف عند 6 آلاف زائر فقط.

وأشار إلى أنه تم تشغيل منظومة النقل الجديدة داخل المنطقة عبر سبع محطات مخصصة لمسارات الزيارة المختلفة، لضمان تنظيم حركة الزائرين وسهولة التنقل داخل المنطقة الأثرية.

وأوضح أن حركة الحافلات واجهت بعض الإعاقات بسبب عدم التزام بعض الخيالة والجمالة بالأماكن المخصصة لهم، مما تسبب في إغلاق الطريق، وتم إنذار المخالفين، محذرًا من أن تكرار الأمر سيؤدي إلى منعهم.

ووجه رسالة للجميع بعدم التركيز فقط على السلبيات، مؤكدًا أن نسبة الإيجابيات بلغت 70%، وأن التشغيل التجريبي من الطبيعي أن يشهد بعض التحديات التي سيتم العمل على حلها تدريجيًا.

زاهي حواس: يجب إعادة الحسابات

وفي السياق، علق الدكتور زاهي حواس عالم الآثار والمصريات خلال تصريحات متلفزة على واقعة منطقة الأهرامات قائلا: “التجربة التي حدثت أمس في الأهرامات يجب إعادة الحسابات فيها، وما سمعته وما رأيته في فيديوهات يثبت أنها تحتاج إلى تعديل"

وأضاف أن الأعداد التي تزور الأهرامات بحاجة إلى ما لا يقل عن 100 حافلة، مطالبا بزيادة أعداد الحافلات الكهربائية التى تم تخصيصها  للسياح والزائرين من المدخل الجديد للأهرامات.