في إطار الاحتفاء بشهر التراث، شهدت مدينة بوجدور، السبت، حدثًا ثقافيًا بارزًا تمثل في حفل توقيع كتاب “تيرس.. حفريات في الأدب الجغرافي” للكاتب والباحث محمد مولود الأحمدي. وقد احتضنت القاعة متعددة الوسائط التابعة للمركز الثقافي بالمدينة فعاليات هذا اللقاء الهام، الذي حضره عامل إقليم بوجدور والوفد الرسمي المرافق له، إلى جانب نخبة من الفعاليات الأكاديمية والثقافية المحلية.
واستُهل الحفل باستقبال حافل للمشاركين، أعقبته تلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم بصوت يحفظو اكويرير، تلاها عزف النشيد الوطني الذي وحد القلوب. بعد ذلك ألقى مدير مركز يداس للأبحاث والدراسات، محمد أهل عبد القادر، كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور، وأشاد بأهمية الكتاب في إثراء المشهد الثقافي المحلي. كما ألقى مدير المركز الثقافي ببوجدور، محمد بوينت، كلمة مماثلة أكد فيها على دور المؤسسة في دعم المبادرات الثقافية الجادة.
وشكلت الجلسة العلمية التي تضمنها البرنامج محورًا أساسيًا، حيث قدم الأستاذان عبد الله الكطابي ومحمد فاضل الفيرس قراءات معمقة في مضامين الكتاب، مسلطين الضوء على أهميته في استكشاف العلاقة بين الأدب الجغرافي ومنطقة تيرس في المخيال الحساني. وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ محمد اطريح، بينما تكلفت الأستاذة الهداجي اخيارهم بمهمة التقرير وتوثيق أبرز النقاشات. وأضفت القراءات الشعرية المتنوعة التي قدمها عدد من الشعراء طابعًا أدبيًا مميزًا على هذا اللقاء الثقافي.
ولم يخلُ الحفل من لحظات تكريمية مؤثرة، حيث تم تكريم عامل إقليم بوجدور تقديرًا لدعمه للأنشطة الثقافية، كما تم الاحتفاء بالتلميذة الموهوبة نضال زازا، المتوجة بجائزة وطنية في الشعر التلاميذي الحساني، بالإضافة إلى تكريم المؤلف المحتفى به، الدكتور محمد مولود الأحمدي، اعترافًا بجهوده القيمة في إثراء المكتبة المحلية والوطنية.
وفي ختام هذا اللقاء الثقافي المتميز، الذي شهد إقبالًا لافتًا وتوقيع نسخ من الكتاب، رُفعت برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله لتجديد الارتباط الوثيق بالعرش العلوي.
يُذكر أن هذا النشاط يأتي في سياق الجهود المتواصلة لمركز يداس للأبحاث والدراسات لتثمين التراث المحلي وإبراز البعد الجغرافي في الثقافة الحسانية، من خلال تقديم مساهمات نوعية تسعى إلى إعادة الاعتبار لفضاء تيرس، ودوره المحوري في المتخيل الأدبي الحساني الغني والمتنوع.
