أحرز أكبر مناجم المعادن الثمينة غير المطورة في العالم إنجازًا مهمًا، بعد مرور 30 عامًا على حصول الشركة المالكة على ترخيص الاستكشاف، استعدادًا لبدء الإنتاج التجاري في وقت لاحق من العام الجاري (2025).
ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة إيفانهو ماينز (Ivanhoe Mines)، اليوم الخميس (8 مايو/أيار 2025)، أن فرق التعدين قد بدأت أعمال التطوير تحت الأرض في منجم بلاتريف لأول مرة، لتحقق اكتشافًا يُطلق عليه اسم "فلاتريف"، في ظل التقدم السريع الذي تحرزه الشركة.
ويقع منجم بلاتريف على "الطرف الشمالي" لمجمع بوشفيلد في جنوب أفريقيا، على بُعد نحو 11 كيلومترًا من موكوباني، و280 كيلومترًا شمال شرق جوهانسبرغ.
ومن المتوقع أن يصبح منجم بلاتريف المجمع الرائد عالميًا لتعدين المعادن المتعددة؛ إذ يضم خامات البلاتين والبلاديوم والروديوم والنيكل والذهب والنحاس العالية الجودة.
إنجازات منجم بلاتريف للمعادن الثمينة
يأتي هذا الإنجاز المهم الذي أعلنه كل من الرئيس التنفيذي المشارك لشركة إيفانهو ماينز (Ivanhoe Mines) روبرت فريدلاند، والرئيسة والمديرة التنفيذية مارنا كلويت، بعد مرور أكثر من 30 عامًا على حصول شركة إيفانبلاتس (Ivanplats)، التابعة للشركة، على أول رخصة استكشاف، و15 عامًا على إعلان اكتشاف منجم بلاتريف المسطح بسمك 26 مترًا.
كما يأتي اكتشاف "فلاتريف" في المنجم بعد 9 سنوات من بدء حفر عمود المنجم رقم 1 (نفق عمودي أو شبه عمودي يُحفر بوصفه وسيلة للوصول إلى الخام تحت الأرض)، بحسب ما جاء في البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبعد إكمال حفر العمود رقم 1 إلى عمق 996 مترًا في عام 2021، أكملت شركة إيفانهو 5.5 كيلومترًا من الأنفاق على 3 مستويات: مستوى 750 مترًا، ومستوى 850 مترًا، ومستوى 950 مترًا.
ودخلت فرق التعدين التابعة لشركة إيفانبلاتس إلى اكتشاف "فلاتريف" على عمق 850 مترًا، حيث تم أول انفجار للخام العالي الجودة في 7 مايو/أيار 2025.
كما سيدخل التطوير الجوفي على مستويي 750 مترًا و950 مترًا إلى منجم بلاتريف خلال الأسابيع المقبلة.
وسيجري تخزين الخام الناتج عن التطوير الجوفي الجاري على السطح قبل أول تغذية للخام في وحدة تركيز المرحلة الأولى، خلال الربع الأخير من العام الجاري (2025).
ويتقدم بناء أكبر عمود رفع في أفريقيا، العمود رقم 2، بصورة جيدة؛ إذ تم الانتهاء من رفع الحفر إلى عمق 950 مترًا وقطر أولي يبلغ 3.1 مترًا في نهاية الربع الأول، وسيبدأ توسيع العمود رقم 2 إلى قطر نهائي يبلغ 10 أمتار في أوائل عام 2026.
وفي غضون ذلك، يتقدم بناء هيكل رأس العمود رقم 2 الخرساني والصلب وفقًا للجدول الزمني؛ إذ سيزيد اكتمال العمود رقم 2 إجمالي طاقة الرفع في منجم بلاتريف إلى أكثر من 12 مليون طن سنويًا.
تطوير أكبر مناجم المعادن الثمينة
علّق المؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي المشارك لشركة إيفانهو ماينز، روبرت فريدلاند، على تطوير أكبر مناجم المعادن الثمينة، قائلًا: "إن دخول طواقم التعدين لدينا، بحماسٍ بالغ، إلى اكتشاف فلاتريف العالي الجودة، الغني بالبلاتين والبلاديوم والروديوم والنيكل والذهب والنحاس، يُمثل تتويجًا لأكثر من 30 عامًا من التفاني الدؤوب لآلاف من موظفينا الموهوبين والمجتهدين".
وأشار إلى أن جهود موظفي الشركة امتدت لعقود، "بدءًا من المراحل الأولى للاكتشاف، مرورًا بالترسيم الدقيق، والحصول على التصاريح، والهندسة، وصولًا الآن إلى بناء هذا المجمع التعديني المتعدد المعادن على مستوى عالمي، الذي سيعود بالنفع على البشرية لأجيال مقبلة".
وتابع فريدلاند: "على عكس التوقعات التي أشارت إلى احتمال عدم بناء منجم بلاتريف، أصبح المنجم الآن واقعًا ملموسًا.. سينمو هذا المنجم الضخم بتوسعات سريعة ومتدرجة؛ ما يجعله من أقل المناجم تكلفة -إن لم يكن الأقل تكلفة- وأكبر منتجي معادن مجموعة البلاتين على كوكبنا".
وشدد على أنه "مع احتياطي عالمي ضخم من المعادن الثمينة يتجاوز 50 مليون أوقية من مكافئ الذهب، يُعدّ بلاتريف منجم المعادن المتعددة الرائد عالميًا قيد التطوير".
وأضاف: "ما يزال الاكتشاف مفتوحًا في مجالات عديدة، مع فرص إضافية هائلة غير مستغلة، على الرغم من إثباته بالفعل وجود مخزون معدني هائل يحتوي على ملياريّ طن من أغنى نظام في العالم من البلاتين والبلاديوم والروديوم والنيكل والنحاس والذهب"، بحسب ما جاء في بيان الشركة.
احتياطيات اكتشاف فلاتريف
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يحتوي اكتشاف فلاتريف على 59 مليون أوقية من المعادن الثمينة في الموارد المُشار إليها (مواقع معدنية اقتصادية أُخِذت عينات منها مع إجراء تقدير للمعدن المحتوي عليها ودرجتها ووزنها وشكلها وكثافتها وخصائصها الفيزيائية)، و94 مليون أوقية في الموارد المعدنية المُستنتجة (التي تُستَنتَج من الأدلة الجيولوجية، ولكنها غير مؤكدة).
يُذكر أن شركة إيفانهو أعلنت في 18 فبراير/شباط 2025، إتمام دراستَيْن مستقلتَيْن مُكتملتَيْن تُغطيان تطوير منجم بلاتريف على 3 مراحل.
وشمل ذلك دراسة جدوى مُحدثة لتوسعة المرحلة الثانية إلى 4.1 مليون طن سنويًا من طاقة المعالجة، تلتها دراسة تقييم اقتصادي أولي تُغطي توسعة جديدة للمرحلة الثالثة إلى 10.7 مليون طن سنويًا.
وأشارت إيفانهو إلى أن دراسة الجدوى تستهدف بدء الإنتاج من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2025، واستكمال توسعة المرحلة الثانية في الربع الأخير من عام 2027.
ومن المتوقع أن تبدأ عملية تغذية الخام في وحدة تركيز المرحلة الأولى، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 770 ألف طن سنويًا، في الربع الأخير من العام.
ومن المنتظر أن يرتفع الإنتاج السنوي للمرحلة الأولى إلى نحو 100 ألف أونصة من البلاتين والبلاديوم والروديوم والذهب (3PE+Au)، بالإضافة إلى 2000 طن من النيكل و1000 طن من النحاس.
وأضافت شركة إيفانهو أن دراسة الجدوى تُشير إلى زيادة إجمالي طاقة المعالجة إلى نحو 4.1 مليون طن سنويًا، من خلال وحدة تركيز جديدة من المرحلة الثانية، بطاقة إنتاجية 3.3 مليون طن سنويًا، بدءًا من الربع الأخير من عام 2027.
وتُصنّف دراسة الجدوى منجم بلاتريف بوصفه أقل منتج لمجموعة المعادن البلاتينية (PGM) تكلفةً عالميًا، إذ تبلغ التكاليف النقدية الإجمالية على مدار عمر المنجم 599 دولارًا للأونصة من البلاتين والبلاديوم والروديوم والذهب، شاملةً الإتاوات والتدفقات وصافي المنتجات الثانوية.
وبإضافة رأس المال المستدام، يبلغ إجمالي التكاليف النقدية 704 دولارات للأونصة من البلاتين والبلاديوم والروديوم والذهب، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُقدّر دراسة الجدوى الإنتاج السنوي على مدار عمر المنجم، عند اكتماله، بما يتراوح بين 450 ألفًا و550 ألف أونصة من البلاتين والبلاديوم والروديوم والذهب، بالإضافة إلى نحو 9 آلاف طن من النيكل و5 آلاف و600 طن من النحاس.
وشددت شركة إيفانهو على أنه من المتوقع أن يُصنّف منجم بلاتريف ثامن أكبر مُنتج رئيس لمجموعة المعادن البلاتينية على أساس مكافئ البلاتين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
