وجّه قادة أحزاب المعارضة انتقادات لاذعة إلى الحكومة الحالية، متهمين إياها بالتوغل والتحكم، داعين إلى التحرك لوقفه.
وحذر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في مداخلته ليل الثلاثاء بالندوة التي نظمها معهد الدراسات العليا للتدبير (HEM) ، من تكرار سيناريو انتخابات 2021، قائلا: “حذاري أن نكرر الأمر نفسه في تجربة 2026 (يقصد التحالف الثلاثي لأحزاب التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة)”.
وأوضح بنعبد الله، في معرض حديثه، أن فشل هذه التجربة يظهر على أصعدة متعددة، موردا بأن التقدم والاشتراكية “يوجد بالمعارضة؛ لأننا نعتبر أن هذا التوجه يتعين أن يتوقف، وأعلن أنه يجب أن نجد السبل لتغيير التوجه في 2026”.
وانتقد المتحدث نفسه رمي الكرة على المعارضة واتهامها بإفشال بعض الطلبات، معبرا عن عدم رضاه على تحميلها مسؤولية تدبير الشأن العام.
وعرج الأمين العام لحزب “الكتاب”، في مداخلته، على القوانين الخاصة بالانتخابات، حيث أورد أن “البعض في هذه الحكومة لا يرغب في فتح نقاش حول القوانين الانتخابية؛ بل يريدون نقاش آخر ساعة، علما أنهم يحضرون إمكانيات هائلة في الانتخابات المقبلة.. وهذا من شأنه أن يزيد في تعميق الهوة والعزوف عن التصويت”.
وأكد بنعبد الله أن حزبه لا يخشى التصويت الشعبي الواسع، معربا عن أمله “أن تكون لنا حملة مشتركة، وإذا استطعنا خلق موجة مشاركة ضد هذه الممارسات، فلن تصمد موجة المال”، معتبرا أن التحدي الرئيسي في الانتخابات المقبلة “هو إيجاد صيغة لإبعاد الفاسدين عن الحقل الانتخابي وإرجاع النخب والأطر والطلبة لإعطاء صورة عن المغرب الذي يريدون”.
من جهته، استغرب إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من تغول أحزاب الأغلبية مركزيا وجهويا ومحليا.
وبعدما أكد لشكر أن المعارضة التي عاشها الحزب في ستينيات القرن الماضي كانت ضد النظام السياسي القائم، عبّر عن أسفه لكون ثلاثة أحزاب اجتمعت لتشكيل الأغلبية؛ ما أدى إلى التغول.
وفي هذا الصدد، أبرز زعيم حزب “الوردة” أن هذا التغول “لم يعد مركزيا؛ بل أصبح جهويا وإقليميا، ما معناه أن بلادنا افتقدت للإصلاح”.
وفيما يتعلق بالقوانين الانتخابية، شدد لشكر على أن “البلاد تحتاج إلى النزاهة في الانتخابات المقبلة؛ ومن الصعب أن يتحكم فيها أصحاب الشكارة”.
من جانبه، هاجم محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الحكومة التي وصفها بأنها “اجتمع فيها ما تفرق في سابقاتها”.
وأضاف أوزين، في كلمته بالندوة التي نظمها (HEM): “إننا أمام حكومة، خداو كلشي وحصلوا في كلشي، ونحن اليوم أمام تغول الحكومة”.
وفي إشارة إلى المساعدات الغذائية التي توزعها هيئات سياسية، أوضح أن “القفة السياسية عرت وكشفت عورة الدولة الاجتماعية؛ فلا يمكن أن يخرج مرسوم الإحسان العمومي وفي اليوم نفسه تظهر شاحنة تحمل القفف”.