أخبار عاجلة

الطاقة النووية في إسبانيا.. هل ينقذها انقطاع الكهرباء؟

الطاقة النووية في إسبانيا.. هل ينقذها انقطاع الكهرباء؟
الطاقة النووية في إسبانيا.. هل ينقذها انقطاع الكهرباء؟

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة النووية في إسبانيا تثير الجدل مجددًا بعد انقطاع الكهرباء
  • تتبنّى مدريد خطة للتخلص التدريجي من محطات الطاقة النووية
  • يدافع حزب الشعب المحافظ وحزب فوكس اليميني عن الطاقة النووية
  • لدى إسبانيا حاليًا 5 محطات نووية عاملة، و7 مفاعلات نووية
  • نظام السوق الإسبانية يعطي أولوية لتوليد الكهرباء المتجددة

عادت الطاقة النووية في إسبانيا مجددًا إلى الواجهة، وسط آراء توصي بمراجعة مسألة التخلص من هذا المصدر النظيف المحفوف بالمخاطر، في أعقاب انقطاع الكهرباء الذي أغرق البلاد بالظلام في 28 أبريل/نيسان الماضي.

ووفق قواعد بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُحدد خريطة طريق الطاقة الحالية في إسبانيا، المدعومة من قِبل المفوضية الأوروبية، خطةً للتخلص التدريجي من محطات الطاقة النووية الـ5 في البلاد.

في المقابل، يدافع حزب الشعب المحافظ وحزب فوكس اليميني عن الطاقة النووية، ويعارضان بشدة خطط الحكومة لتفكيكها.

ولدى إسبانيا حاليًا 5 محطات طاقة نووية عاملة، و7 مفاعلات نووية، وتلبي تلك المحطات مجتمعةً نحو 20% من إجمالي الكهرباء المولدة في البلاد.

خروج من الخدمة

خرجت جميع المفاعلات النووية الـ7 في إسبانيا من الخدمة خلال انقطاع الكهرباء الأخير، الذي شمل -كذلك- البرتغال وبعض المناطق في فرنسا.

وفي وقت انقطاع التيار الكهربائي الذي لم تتحدد أسبابه بَعْد، لم يعمل أسطول الطاقة النووية في إسبانيا إلا بنصف سعته تقريبًا، أو ما يعادل نحو 3.4 غيغاواط، مع التزام المشغّلين بخفض توليد الكهرباء منذ أواسط مارس/آذار الماضي استجابةً لإنتاج الطاقة المتجددة القوية وأسعار الكهرباء الصفرية أو السلبية في الساعة.

وكانت 4 من المفاعلات النووية الـ7 في البلاد تعمل عندما حدث انقطاعان متتاليان للكهرباء بفارق 5 ثوانٍ، في الساعة 12:33 ظهرًا بالتوقيت المحلي؛ ما أدى إلى تفاعل متسلسل نجمَ عنه إغلاق أنظمة الطاقة النووية في إسبانيا والبرتغال بالكامل، وفصلها عن الشبكة الأوروبية، وإجبارها على إعادة التشغيل من الصفر.

ووقع الانقطاعان المذكوران في المنطقة الجنوبية الغربية نفسها من إسبانيا؛ حيث أُوقِف المفاعلان ألماراز -1 (Almaraz-1) و ألماراز -2 (Almaraz-2)، وسعتهما 1 غيغاواط، آنذاك.

محطة أسكو للطاقة النووية
محطة أسكو للطاقة النووية - الصورة من منصة "إل بريوديكو دي إسبانيا"

قوى السوق

في المدة التي سبقت انقطاع الكهرباء في إسبانيا، كان توليد الكهرباء بالطاقة النووية يسجل تذبذبًا ملحوظًا، مع بلوغ الإنتاج اليومي من المفاعلات الـ7 أدنى مستوياته على الإطلاق، عند 49 غيغاواط/ساعة خلال المدة من 18 إلى 20 أبريل/نيسان الماضي، حينما كانت إسبانيا تعتمد على مفاعلين نوويين فقط.

ويُعزى تراجع إنتاج الطاقة النووية في إسبانيا إلى خروجها من السوق اليومية نتيجة الزيادة القوية في إنتاج الطاقة المتجددة التي ارتفعت حصتها في مزيج الكهرباء الوطني، بسبب تزايد الطلب المرتبط بالعطلات.

وفي 16 أبريل/نيسان (2025)، أوقفت مشغّلتا الطاقة النووية سي إن إيه تي (CNAT) و سي إن كوفرينتس (CN Cofrentes) المفاعلين في محطة ألماراز، إلى جانب مفاعل ثالث سعته 1.1 غيغاواط في محطة كوفرينتس، بعدما أخفقت في المطابقة مع العطاءات في سوق الطاقة الإسبانية.

وتُعدّ تلك المرة الثانية التي تتوقف فيها تلك المفاعلات في إسبانيا بعد وقف مماثل لمفاعلي ألماراز -1 وكوفرينتس في شهر مارس/آذار (2024)، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعزت مجموعة صناعة الطاقة النووية الإسبانية فورو نيوكلير (Foro Nuclear) قرار غلق المفاعلات الـ3 إلى "انخفاض الأسعار نتيجة ضعف الطلب، وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة، والرسوم المالية غير المناسبة التي تلقي بظلالها على تكاليف المحطات النووية"، وفي بيان صادر في 16 أبريل/نيسان المنصرم.

وقدّرت مشغّلة الطاقة النووية إنديسا (Endesa) الكلفة الإجمالية للإنتاج النووي عند نحو 65 يورو/ميغاواط/ساعة، وهو ما يشتمل على الإسهام في صندوق سيغطي تكاليف التفكيك النهائية والتخلص من النفايات.

*(اليورو = 1.13 دولارًا أميركيًا).

ووفق تقديرات إنديسا، لامس إجمالي التأثير الضريبي في التكاليف 20 يورو/ميغاواط/ساعة.

محطة ألماراز النووية
محطة ألماراز النووية – الصورة من موقع مجموعة "فورو نيوكلير"

اتهامات بالكذب

يغذّي انقطاع الكهرباء في إسبانيا الجدل الدائر حول غلق محطات الطاقة النووية في إسبانيا، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

ويواجه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز معارضة زائدة مع اقتراب موعد البدء في التخلص المقترح من الطاقة النووية في البلاد، المقرر في عام 2026.

وتعقيبًا على انقطاع الكهرباء في إسبانيا، قال سانشيز: "أولئك الذين يربطون انقطاع الكهرباء بعدم وجود الطاقة النووية، إمّا أنهم يكذبون أو يُظهرون جهلهم".

وألقى سانشيز باللائمة على محطات الطاقة النووية في إسبانيا في تباطؤ إعادة تشغيل المنظومة التي استمر غلقها 12 ساعة كاملة، وذلك في كلمة له أمام البرلمان ألقاها في 7 مايو/أيار الجاري.

وأوضح أن الطاقة النووية يتعين أن تثبت سلامتها، وأن تظهر جدواها الاقتصادية من دون خفض الضرائب، وأن تكون فاعلة بالنسبة لأمن الإمدادات من أجل اعتماد أيّ نوع من استعمالاتها الموسعة.

مقترحات المعارضة

في 4 أبريل/نيسان الماضي، قدّمت المعارضة البرلمانية الرئيسة في إسبانيا مقترحات يمكن أن تؤدي إلى تمديد العمر التشغيلي للمفاعلات الـ7 في البلاد بواقع 10 أعوام.

وقالت نائبة أمين التنمية المستدامة في الحزب الشعبي بالوما مارتن، إن المقترحات الجديدة المذكورة هي "ردة فعل على الدور الجديد الذي برز للطاقة النووية"، وفق تصريحات أدلت بها أمام البرلمان في 4 أبريل/نيسان الماضي، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت مارتن أن الإبقاء على الطاقة النووية في إسبانيا "بديل مفضّل" لسوق الكهرباء في البلاد المعتمدة على أسعار الغاز المرتفعة؛ نظرًا إلى أن إسبانيا تفتقر إلى إنتاج هذا الوقود محليًا.

وفي عام 2019، وقّع المشغّلون الإسبان برنامجًا لإخراج أسطولهم النووي بالكامل البالغة سعته 7.4 غيغاواط، من الخدمة خلال المدة بين عامي 2027 و2035.

ومن أجل تجنّب عمليات الإغلاق الأولى لمحطات "ألماراز 1" في عام 2027، و "ألماراز-2" في عام 2028، وأسكو-1 (Asco-1) في عام 2029، وكونفرينتس في عام 2030، سيكون لزامًا على البرلمان الإسباني إلغاء الأوامر الوزارية المنشورة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1.الطاقة النووية في إسبانيا من منصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"

2.تمتلك إسبانيا حاليًا 5 محطات طاقة نووية عاملة، و7 مفاعلات نووية من صحيفة "إل باييس" الإسبانية

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق توريد 158 ألف و676 طن من القمح بالصوامع والشون والبناكر داخل وخارج أسوان
التالى طقس أول مايو 2025.. أجواء دافئة نهارًا وبرودة ليلًا وأمطار محتملة على السواحل