الأربعاء 07/مايو/2025 - 01:34 م 5/7/2025 1:34:49 PM

عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للحديث مجددًا عما أسماه تغيير وجه الشرق الأوسط من خلال العمليات العسكرية التي ينفذها في غزة ولبنان واليمن، وذلك رغم تلقيه ضربة نوعية من قبل جماعة الحوثي استهدفت مطار بن جوريون الدولي مما أوقف حركة الملاحة الجوية فيه.
وفق مراقبون فإن ما يعتبره نتنياهو نصرا في حرب الإبادة على غزة يتعدى “هزيمة” حركة حماس وإعادة الأسرى من القطاع ليصل حد “تغيير وجه الشرق الأوسط”. وصدق المجلس الوزاري المصغر على توسيع العملية العسكرية في غزة، الأمر الذي رفضته مصر واعتبرته استمرارا في سياسة التصعيد وحرب الإبادة.
تصريحات سموتريتش
حديث نتياهو ربما تكون تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، مساء امس الثلاثاء، إن الحكومة ستُصادق خلال الأشهر المقبلة على خطط بناء في منطقة E1 الواقعة شرقي القدس المحتلة، بما يؤدي إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
وأضاف خلال مشاركته في “مؤتمر الاستيطان” الذي تنظمه صحيفة “ماكور ريشون” اليمينية الاستيطانية في مستوطنة “عوفرا”، “نتحدث عن ذلك سنوات، وسنُقرّ الخطط، نحن نعمل على ذلك مهنيًا. هكذا نقتل الدولة الفلسطينية فعليًا”.
وتابع “ستكون هناك سيادة في هذه الولاية”، في إشارة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة رسميا إلى إسرائيل في عهد حكومة بنيامين نتنياهو الحالية؛ وأشار إلى أن الحكومة أقرت منذ بداية العام بناء 15 ألف وحدة استيطانية، وتستثمر سبعة مليارات شيكل في شقّ طرق بالضفة.
واعتبر سموتريتش أن هذه المشاريع ستؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد المستوطنين، قائلًا: “هكذا نجلب مليون مستوطن”. وذكر أن المجلس الأعلى للتخطيط يُكثّف وتيرة اجتماعاته، ويعقد جلسة أسبوعية للمصادقة على مشاريع البناء الاستيطاني، بفضل الاتفاق الائتلافي مع نتنياهو الذي يعفيه من الحصول على موافقة المستوى السياسي.
ما هي المنطقة E1؟
وتقع منطقة E1 على مساحة 12 كيلومترًا مربعًا وتتبع إداريًا لمستوطنة “معاليه أدوميم”، وتمتد شمالها وغربها. ورغم أن خطط البناء فيها مطروحة منذ حكومة رابين، فإن تنفيذها تأجل مرارًا لأسباب سياسية منذ عام 2005.
وفي مارس الماضي، صادق الكابينيت السياسي – الأمني الإسرائيلي على شقّ طريق منفصل للفلسطينيين جنوبي E1، يربط بين شمالي الضفة وجنوبها، تمهيدًا لتوسيع البناء الاستيطاني في المنطقة، وذلك تمهيدا للشروع بالبناء الاستيطاني.
ووفقا للمخطط، سيُحوّل هذا الطريق حركة الفلسطينيين بعيدًا عن الشارع رقم 1 الرابط بين القدس و”معاليه أدوميم”، بحيث يُستخدم المقطع بشكل رئيسي من قبل الإسرائيليين؛ علما بأن إسرائيل امتنعت حتى الآن عن البناء في E1 خشية الانتقادات الدولية.
وشدد سموتريتش على أن الحكومة تسعى لفرض السيادة على الضفة الغربية، لكنه أشار إلى أن “فرض السيادة وحده لا يكفي”، مضيفًا “إذا صادقت إسرائيل على الضم واعترف بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ثم جاء رئيس ديمقراطي وألغى الاعتراف، فلن يكون لذلك أي قيمة”. ومع ذلك، شدد على أن “السيادة الفعلية ستتحقق” على أرض الواقع.
وقال سموتريتش إنه حوّل ميزانيات إلى المجالس الاستيطانية عبر وزارة الإسكان لإجراء مسوحات أراضٍ، وذكر أنه جرى إعلان أكثر من 20 ألف دونم كـ”أراضي دولة”، إلى جانب تخصيص 28 رمزًا لمواقع استيطانية قيد التسوية الإدارية تمهيدًا للاعتراف بها كمستوطنات “قانونية”.
وأضاف أن 24 محاميًا يعملون في “إدارة الاستيطان” لتسريع تسوية البؤر الاستيطانية، مشيرًا إلى أن 86 بؤرة استيطانية على شكل “مزارع” تسيطر على نصف مليون دونم، وقال: “علينا تسوية أوضاع كل مزرعة من هذه، وبعضها سيتحوّل إلى مستوطنات. هناك عمل إستراتيجي لرسم الخرائط: كيف نخلق تواصلًا استيطانيًا ونقطع تواصلهم”، في إشارة إلى الفلسطينيين.
سلاح الجو
وجاءت تصريحات نتنباهو في كلمة متلفزة له بثها، مساء أمس الثلاثاء، على حسابه بمنصة إكس، من قاعدة سلاح الجو في تل أبيب، حيث تابع عن كثب الهجوم على مطار صنعاء في اليمن.
والأحد، صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” على توسيع حرب الإبادة المستمرة في غزة.
وقال نتنياهو متحدثا عن توسيع العدوان على غزة: “لا أستهين بالتحديات التي تنتظرنا. كلي ثقة بإرادة شعبنا ومقاتلينا لتحقيق مهمة النصر”.
واعتبر أن تلك المهمة “لا تتعلق فقط بهزيمة حماس، بل إطلاق سراح المختطفين وتغيير في وجه الشرق الأوسط”، على حد تعبيره. وتابع: “هذه ليست مهمة سهلة، ولكنها قابلة للتحقيق”.
ومضى نتنياهو: “نكمل الآن المرحلة التي نحن فيها، ونخوض معركة صعبة، لكنها ناجحة”، بحد زعمه.
وأردف: “لكننا الآن نتحدث عن معركة مكثفة، لتحقيق الهدفين في آنٍ واحد -هزيمة حماس وإطلاق سراح مختطفينا- وأقول لحماس: سنمزقكم إربا، اطلقوا سراح مختطفينا”.
وتطرق نتنياهو للعدوان الإسرائيلي على اليمن قائلا: “جئت إلى سلاح الجو وشاهدت كيف نفذ طيارونا الممتازون على أكمل وجه الهجوم على مطار الحوثيين”.
وقال نتنياهو: “لدي مبدأ بسيط: العين بالعين والسن بالسن. من يهاجمنا نهاجمه أضعافا مضاعفة، وهذا ينطبق على الحوثيين، وعلى حماس، وعلى حزب الله، وكذلك على إيران”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد عسكري متواصل، حيث أسفرت غارات أمريكية إسرائيلية، الثلاثاء، على مواقع حيوية في اليمن عن سقوط 7 شهداء و74 مصابًا، بحسب ما أعلنت جماعة انصار الله.
وأشارت الجماعة إلى أن الهجمات استهدفت مطار صنعاء الدولي ومحطات كهرباء ومرافق صناعية في صنعاء وعمران، إضافة إلى ميناء الحديدة على البحر الأحمر.
وتوعدت الجماعة بـ”رد مزلزل ومؤلم” على الغارات الإسرائيلية، مؤكدة عدم تراجعها عن إسناد قطاع غزة “مهما كان الثمن”.
ويعد عدوان الثلاثاء ثاني هجوم إسرائيلي على اليمن منذ أن قصف الحوثيون، الأحد، مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي، ردا على الإبادة الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين.