تصاعدت صباح اليوم شكاوى عديدة من مواطنين بشأن أعطال مفاجئة وجماعية أصابت سياراتهم، وسط ما تردد عن وجود غش في البنزين المستخدم بمحطات الوقود، وهو ما تسبب في توقف السيارات عن الحركة، وظهور أصوات فرقعة من المحركات، فضلًا عن بطء واضح في الأداء وخروج أدخنة سوداء.
طرق غش البنزين
في أول تعليق على الأزمة، قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية: "فيه 3 أنواع من البنزين المضاف عليه ماء. النوع الأول بيكون نتيجة أعمال صيانة في المحطات، يعني لما بيتم تنظيف التانكات أو إجراء صيانة، بيضاف إليهم سوائل أو مواد كيميائية، وبعد ما ترجع التانكات تشتغل من غير تنظيف كامل، بتكون فيه مواد متبقية من التنضيف مختلطة مع البنزين وبتوصل للعربية وبتأثر عليها".
وتابع “القليوبي”، في تصريح لـ"الرئيس نيوز"،: "النوع الثاني هو غش مباشر، يعني بيتم إضافة ماء على البنزين نفسه، وده طبعًا بيؤدي إلى تأثير سلبي جدًا على نظام العربية، نظرًا لأن دخول الماء إلى التانك بيعمل فرقعة في صوت الموتور، وبيخلي العربية متشتغلش، أو تفقد القدرة على الحركة نهائيًا".
وأضاف: "كمان ممكن يكون فيه عيوب في تانكات بعض السيارات، بتسبب تجمع صدأ أو مادة عازلة في التانك، واللي بيضخ البنزين داخل اسطوانات الموتور، وده بيؤدي إلى فرقعة، وخروج دخان أسود، وحركة بطيئة جدًا للعربية".
تحذير من غش داخل المحطات
وقال القليوبي: "الكلام اللي بيتقال مش جديد، وفيه كتير من المحطات بيتم فيها غش بهدف التربح، علشان كده لازم يكون فيه معايير واضحة يتبعها قطاع البترول، ومعهد بحوث البترول لديه لجان رقابية تتولي بناء علي تكليف من الوزارة بالنزول إلي المحطات في كل أنحاء الجمهورية التى يتجاوز عددها 5000 محطة بنزين للتأكد من كفاءة عملها.
وأضاف: "اللجان دي لازم تاخد عينات مباشرة، سواء من القاهرة أو الأقاليم، ويتم قياسها وفحصها بأجهزة قياس الكثافة النوعية، علشان نعرف وقتيًا إذا كان البنزين مغشوش أو سليم".
مخاطر المواد الكيميائية المضافة للوقود
وأشار القليوبي إلى خطورة بعض المواد الكيميائية المتداول بيعها داخل محطات الوقود لتحسين أداء محركات السيارات، وقال: "فيه بعض المركبات الكيميائية اللي بتتداول في محطات الوقود، بحجة إنها بترفع كفاءة احتراق الوقود، ودي بتكون مدتها انتهت، ولما بتضخ في تانك العربية، بتحصل نوع من الفرقعة، ونوع من التباطؤ في أداء العربية".
التحركات الحكومية الجارية الآن
واختتم القليوبي حديثه بالإشارة إلى أن هناك لجانًا بدأت فعليًا في التحرك إلى المحطات لمراجعة الشكاوى، وقال: "دلوقتي اللجان نزلت المحطات علشان تتأكد من الشكاوى، وتراجع العينات، ولو ثبت وجود غش، فالمحطة هتتغلق فورًا، وممكن كمان يتم سحب الرخصة نهائيًا من القائمين على إدارة المحطة".
حملات تفتيش وسحب عينات
في سياق متصل، أعلن الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الوزارة تنفذ خطة رقابية محكمة على مستوى الجمهورية لضبط منظومة توزيع المواد البترولية، والتأكد من وصول الدعم لمستحقيه، ومواجهة أي تلاعب أو ممارسات غير مشروعة في تداول المواد البترولية المدعمة.
وأوضح الوزير أن الأجهزة الرقابية التابعة للوزارة، بالتعاون مع مديريات التموين في مختلف المحافظات، تُنفذ حملات تفتيش يومية ومفاجئة على محطات تموين السيارات ومستودعات البوتاجاز، مشيرًا إلى أنه سيتم سحب عينات عشوائية من المنتجات البترولية لتحليلها، والتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية المعتمدة.
وشدد على أن الوزارة لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية ضد المخالفين، وإحالة القضايا المكتشفة إلى النيابة العامة دون تردد.
الإبلاغ عن أي مخالفات
دعا الوزير المواطنين إلى سرعة الإبلاغ عن أي مخالفات أو حالات تلاعب، مؤكدًا أن الوزارة تتلقى الشكاوى من خلال قنواتها الرسمية وتتعامل معها بكل جدية.
واختتم الدكتور شريف فاروق تصريحاته بالتأكيد على أن الحفاظ على المال العام وضمان جودة المنتجات مسؤولية وطنية، مشيدًا بجهود فرق الرقابة التموينية ووعي المواطنين، ومؤكدًا استمرار الوزارة في تطوير أدوات الرقابة وتعزيز كفاءة منظومة التوزيع بما يحقق الشفافية والعدالة ويخدم المصلحة العامة.
